تريدون الحقيقة ام اللف والدوران حولها؟ .. سأبعد برهة عن مَن قتل الضحايا الـ 22 في كارثة الدفاع الجوي ، وكيفية توزيع المسئولية على فلان وعلان ، وان كان في " بُعدي " هذا اقترابا أكثر من الفاعلين الحقيقيين .. قبل المباراة بثلاثة أيام ، خبر بمانشيت عريض في أكثر من جريدة ورقية ، وليس على موقع من المواقع " تفرق كتير " .. المانشيت يقول : الدخول لمباراه الزمالك وانبي مجانا ، وفي تفاصيل الخبر ان رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور قرر إتاحة الفرصة لجماهير الزمالك بالدخول مجانا لمشاهدة المباراة كهدية من النادي لجماهيره التي آزرته وصبرت عليه 12 سنة والفريق محروم من بطولة الدوري العام.
خبر كهذا عندما يتم نشره على هذا النحو .. " لا ألوم بالإطلاق من نشر ، لكن اللوم كل اللوم على من صرّح " .. عندما ينشر مثل هذا الخبر ، ألا نتوقع ان يذهب الى ستاد الدفاع الجوي لمشاهدة المباراة التي لو فاز فيها الزمالك لأعلن بشكل شبه مؤكد فوزه ببطولة الدوري العام .. اسأل : الا نتوقع ان يذهب الى الاستاد عشرات الآلاف ، حتى من هم غير مهتمين أساسا بالكرة عملا بالمقولة الشهيرة " حاجة ببلاش كده " ، والسؤال : من سمح لمرتضى منصور رئيس النادي بأن يطلق هذا التصريح ، والسؤال الأخر : بعد تصريح كهذا ، لماذا لم تتوقع الشرطة هذا الكم الرهيب من الجمهور واتخذت خطتها الأمنية السليمة لتأمين عملية الدخول؟
لازلت أبعُد عن السؤال المباشر الجدير بالطرح وهو من قتل؟ .. واسأل سؤالا يتعلق بالأخلاق الرياضية .. هل كما يقول مرتضى منصور ومدير الكرة اسماعيل يوسف وكثيرون من لاعبي الفريق انهم لم يك يعلمون بأن هناك مشجعين ماتوا خارج الاستاد؟ .. هل هناك ذرة منطق تقول ان العالم كله عرف بما جرى ووكالات الأنباء بدأت تتناقل الخبر الفجيعة ، وبرامج التوك شو غيّرت خريطتها قبل الهواء لتغطي الحدث الأهم ، وعدد الأموات متضارب مابين جهة مسؤولة  وأخرى ، لكن لم تختلف جهة واحدة على ان هناك من ماتوا .. كم عددهم ؟ لانعلم .. لكن .. فيه ناس ماتت!
الدنيا كلها عرفت ان مجزرة ومهزلة وقعت قبل المباراة بثلاث ساعات ، وجهاز نادي الزمالك ولاعبوه لم يعرفوا بهذا الأمر ، هل هذا منطق ، الم تأت مكالمة تليفونية لمرتضى منصور من زوجته مثلا او احد أقاربه او أصدقائه واخبروه بما سمعوه وشاهدوه على شاشة التلفاز ، حتى علي سبيل الاطمئنان عليه لئلا يكون قد أصيب بمكروه ، ونفس الكلام لاسماعيل يوسف ومحمد صلاح المدرب واللاعبين .. هل يريد أحد ان يقنعني بأنهم فعلا لم يعلموا بالحقيقة المفجعة؟ .. أكاد أجزم وأقسم على كتاب الله أنهم كلهم كانوا يعلمون ، لكن حلم الفوز ببطولة الدوري كان تحقيقه عند مرتضى تحديدا أهم من من ماتوا ، نفوز بالدوري ثم بعد ذلك يحدث مايحدث ، ونناقش وقتها من المخطئ ومن المُصيب.
اللاعبون بما فيهم عمر جابر يخافون بدرجة غير طبيعية من مرتضى منصور ، وحتى اللحظة لم يُفصح عمر جابر - خوفا ورهبا -  بالحقيقة كاملة ، بدليل انه حين طلبوا منه التسخين أخر عشر دقائق للنزول ، امتثل للأمر وراح يجري ، غير انه عاد وقال للجهاز : لن استطيع.
هذا عن الجهاز الفني والإداري للزمالك برئاسة مرتضى منصور .. تعالوا ندّعي العبط والتخلف العقلي ونصدق ان مرتضى وجهازه فعلا لم يعرفوا بالحقيقة المؤلمة ، فلعبوا وأكملوا المباراة ، فماذا عن الشرطة خارج الاستاد : هل هى ايضا لم تعرف بأن هناك عدد غير قليل مات ، وابلغت وزير الداخلية او اى مسؤول كبير في الجهاز الشرطي؟ .. هذه لا تحتاج مني قسما ، لأن الشرطة بتصرفها الغبي فيما يخص الصندوق الحديدي المزروع في الأرض وحشر ما يقارب الخمسة ألاف فيه والقاء قنابل غاز مسيلة للدموع .. أقول ان الشرطة هى التي قتلت او تسبّبت في القتل ، والدليل هذا الفيديو الذي رأيناه والناس تستغيث " احنا بنموت .. افتحوا الباب .. يامحمد .. يامحمود .. احمد يارمضان انت فين .. خد ايدي .. الحقني " .. كل هذا وضباط الشرطة وأفرادها ، لم يتحرك فيهم ساكن ، كأنهم ينتظرون زيادة أعداد الموتى على اعتبار أنهم التراس يستحقون القتل؟!!
والله .. لو كانوا " كفّار " وتركتوهم يموتون على هذا النحو البشع ، ماسامحكم الله أبدا ، فما بالك وهم شباب صغار - حتى لو كان مغرّر بهم - مافعلتم فيهم مافعلتموه .. حسبي الله ونعم الوكيل.