كثيرون فى مصر لايعلمون عن الهيئة العامة للإستعلامات شيئا , ولايدركون أهميتها , رغم أنها تعتبر صرح كبير له رسالة إعلامية عظيمة , هذا الصرح قائم منذ مايقرب من ستون عاما , حيث تم إنشائها عام 1954 أى بعد عامين من قيام ثورة يوليو سنة 1952 , وكان لها دورا كبيرا على الصعيدين الداخلى والخارجى لشرح سياسات الدولة فى المجالات المختلفة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية . تؤدى الهيئة العامة للإستعلامات رسالة عظيمة كونها تمثل الإعلام الرسمى للدولة في الداخل والخارج , فهى أداة من أدوات السياسة الخارجية المصرية التي تعتمد عليها في تحسين صورة مصر في الخارج , وتعتمد في تنفيذ مهامها الإعلامية الداخلية والخارجية علي 23 مكتب إعلام خارجي وأكثر من 56 مركز إعلام محلي . لكن مع مرور الوقت شهدت الأوضاع فى الهيئة تدهورا كبيرا نتيجة التخبط الإداري لأجهزة الدولة الرئيسية , وتراكم مشاكله الهيئة , والتخاذل عن إتخاذ قرارات تهتم بإصلاح الخلل الأدارى فيها , ومحاولة الإرتقاء بمستواها المهنى وتطوير رسالتها الإعلامية كى تحقق الهدف المرجو منها , وتركز الأهتمام فقط على كيفية التخلص منها والنظر اليها على أنها عقبة فى طريق التنمية للدولة , فكان التفكير فى وضع عدة إختيارات شملت نقل تبعيه الهيئة لوزارة الإعلام او الثقافة او الخارجية أو لرئاسة الجمهورية أو التفكير فى تفكيكها الى أجزاء يتم توزيعها على بعض المؤسسات الحكومية فى محاولة لترشيد إنفاقها نظرا لإرتفاع حجم ميزانيتها خاصة فيما يخص المكاتب الإعلامية فى الخارج حتى أستقر الأمر فى النهاية على نقل تبعيتها الى رئاسة الجمهورية بعد ثورة يناير , هذا من جهة غير أن هناك جهة اخرى أكثر خطورة والمتمثلة فى إصرار رئاسة الجمهورية على أن يكون رئيس الهيئة سفيرا منتدبا من وزارة الخارجية رغم أن التجارب السابقة أثبتت فشلهم فى إدارة هذا الصرح الكبير وفى الغالب لايكونون على قدر تحمل هذه المسؤلية وليسوا على علم بكيفية إدارته الهائل فتكون النتيجة هى جلوس واحدا تلو الاخر على كرسى رئاستها بضعة شهور يحاول فيها تفهم الأوضاع وكيف تسير الأمور فيها ويطلع على بعض مشاكلها ولايكاد أن يدركها حتى يأتى وقت الترقى لمنصبا اخر اكبر فيترك الكرسى لمن يليه ليبدأ نفس الرحلة من أولها لاخرها دون وضع حلول سريعة للمشاكل المتراكمة والتى لاحل لها حتى الان . السؤال المطروح حاليا والذى يتردد بقوة بين موظفى الهيئة العامة للإستعلامات خاصة بعد تقديم السفير أمجد عبد الغفار لإستقالته من رئاسة الهيئة بسبب خطأ كتب على لافتة ضخمة علقت خلف المنصة فى مؤتمر للترويج للدستور الجديد عقد مؤخرا وتعيين السفير صلاح الدين عبد الصادق أحمد خلفا له والذى كان يشغل سفير مصر فى زامبيا، وشغل قبلها منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون السلك الدبلوماسى السؤال , هناهو ماهى الحكمـــــة فى أن يكون دائما قائد هذه المركبة الضخمة سفيـــرا من الخارجية ؟؟؟ ولماذا لايكون إعلاميـــا من أبناء الهيئة أو حتى من خارجها وليس دبلوماسيا على أن يكون قد مارس العمل فى المجال الإعلامى ويفهمه جيدا ويستطيع التحكم فى الدفة دون عناء ؟؟ اليس من الأفضل كما يقول أجدادنا " أعطاء العيش لخبازه "ام أن المسأله فقط مجرد مجاملات حتى أصبحت الهيئة مثل صالة الترانزيت ينتظر فيها من ينتظر حتى يحين موعد الترقى لمنصب أعلى فيتركها لمن يليه يتحمل أعبائها ومشاكلها الموروثة عن الرؤساء الذين سبقوه اليها فإذا كان الأمر كذلك فلا تلوموا صغار الموظفين على التراخى فى أداء مهام عملهم ولا على إهمالهم ولا تنتظرون منهم تطوير أو إصلاح فإن كنتم تريدون الإصلاح فعليكم إصلاح أنفسكم أولا فلن ينصلح حال البلاد اذا لم نكن يد واحدة وقلب واحد يجتمع على حب هذا الوطن والإرتقاء به ورفعته .