مصطلح الطابور الخامس والمقصود به الموالين والاصدقاء الذين يعملون من داخل صفوف العدو والذي اطلق أثناء الحرب الاسبانية الاهلية نسمعه كثيرا في الوقت الحالي.. ويطلق على كل من كانوا ضد الاخوان وتحولوا الآن ليقفوا ضد الحكومة الحالية وكأنه شهد شاهد من أهلها.
ويطلق هذا المصطلح حاليا على كل من يدعي أنه ضد الإخوان ولكن يحاول أن يعيد أليهم عرش مصر الذي اغتصبوه بالالتفاف على القانون والانتخاب والشعب.. ولم يفلحوا في إدارة البلد بل تعمدوا تدميرها فلفظهم الشعب في 30 يونيو وانصاع الجيش لأوامر شعبه في 3 يوليو.
 

الجيد الآن أن أرباب الطابور الخامس باتوا معروفين ولا يمكن أن يغفر لهم الشعب ميولهم لهدم الدولة بدواعي الشرعية والشعرية.. ولكن المشكلة أنه من الممكن أن يتحول وطني مخلص لطابور خامس دون أن يدري.. فقد يحاول أن يظهر أنه على الحياد أو أنه ليس مع طرف ضد آخر أو أنه رجل مفكر وعقلاني فيقع في فخ الطابور الخامس بل والسادس وهو أشد سوءا من الخامس.

ما أره وأعتقد أنني على صواب فيه إلى حد بعيد أنه علينا جميعا واقصد كل من كان مع ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو وضد حكم الخرفان لمصر أن يتحد ويلتصق ويلتحم برئيسه المؤقت ورئيس وزراءه ووزير دفاعه وداخليته.. فالآن ليس وقت الحساب أو العتاب أو التشرذم أو التخوين أو التلويح أو المقايضة أو الشماتة أو الحقد أو الحسد.

قالها السيسي لسنا ملائكة وهو فعلا كذلك وكل القيادات الحالية ليست ملائكة بل وكثيرون منهم لست شخصيا راض عنهم وعلى رأسهم رئيس الوزراء ولكن هل الآن هو وقت التكسير والتدمير والطرق فوق رؤس هؤلاء الذين يتحملون مسؤولية ضخمة تتمثل في اكمال ثورة 30 يونيو وعودة مصر لأهلها.

يثير اشمئزازي كثيرا هؤلاء الذين خرجوا بعد ثورة  25 يناير من جحورهم واستأسدوا بعدما كانوا فئرانا في عهد مبارك.. وكل منهم أطلق على نفسه ناشط سياسي ذلك اللقب الذي اصبح لمن لا مهنة له ولا فكر له ولا شرف له.

جميل أن يطلق الناس عليك الالقاب والصفات ومخز جدا بل مشين أن تلقب نفسك وتصف نفسك بما ليس فيك.. وتجد هؤلاء المدعين ينظرون ويفتون يمينا ويسارا وهم لا خبرة ولا مؤهل ولا تجربة تشفع لهم ان نسمع منهم آراء ومواعظ.. وكما كان الإعلام المصري يتحمل مسؤولية دعم الإخوان وإظهارهم بشكل مكثف بعد ثورة يناير فهو يرتكب الجرم نفسه مع هؤلاء وبدلا من أن توضع شروط مهنية مقنعة لمن يتم مقابلتهم في المحطات الفضائية نجد الساحة مباحة لقليلي الأدب والخبرة والحياء وربما الوطنية.

الوقت الحالي ليس وقت الظهور وحب الظهور ومحاولة اثبات الذات.. بل وقت إثبات ذات الوطن والإيثار والعمل وتفضيل المصلحة العامة على الخاص.. هو وقت الدفع للأمام حتى وإن لم أظهر في الصورة وحتى إن لم يعلم الناس أنني كنت وراء هذه الدفعات للوطن.. لكن ما يحدث حاليا مع الأسف أن الجميع يحب الظهور ويريد أن تظهر صورته في الجريدة وصوته في الإذاعة ووجهه (الفوتوجنيك) في التلفاز.

الجميع الآن صاحب صفحة على الفيس بوك أو مدونة أو مبادرة وكلها أمور متشابهات.. الجميع يقلد.. لا تجد إبداعا لفكرة جديدة أو تطويرا إلا ما رحم ربي.. ألا تستحون يا سارقي الأفكار والمبادرات ألا تستحون يا محبي الظهور على حساب الوطن؟؟!!

على الشريف الآن أن يهدأ وأن ينتظر الوقت المناسب ليعلن عن نفسه ومواهبه وقدراته.. الآن علينا أن ندعم الموجود ونعين الحاضر ونقف إلى جوار من كان قدره أن يواجه حتى ننتهي من خطة المستقبل ونصل لبر الأمان بسلام ونبدأ في بناء مصر من جديد على اسس سليمة عادلة.. ونبدأ في الإصلاح وترتيب الأولويات مع مجلس شعب جديد ورئيس جديد ودستور جديد.. حتما لن يرضينا جميعا لكن نستطيع أن نعدله بهدوء وروية.

ماذا يريد هؤلاء الذين يحاولون تكسير الجيش والشرطة والحكومة.. هل يريدون عودة حكم الخرفان أم يريدون أن نعيش في غاب.. هنا أوجه حديثي لمن كان مع ثورة يناير ويونيو.. أما من هم من الاخوان.. أو (مقطف بودان) فهؤلاء لا حديث معهم ولا تصالح مع من أسال الدم أو تسبب في إسالته.. ولا حديث مع مجرم أيد القتل أو أيد هدم مصر.. أو مع جاهل أيد ويؤيد العبودية للمرشد وفضل الجماعة على الوطن.. أو اعتقد أن الشرعية تبيح بيع وهدم الوطن واغتصاب القانون والدستور.. وتجاهل الأغلبية واستأثر بالحكم والسلطة بعد ثورة شارك فيها الجميع وكان هو آخرهم.

احذروا أن تكونوا ضمن الطابور السادس الذي يخدم العدو دون أن تدرون.. فالآن زمن الفصل والفرز زمن تحديد الهوية بكل وضوح.. إما أن تكون مع الوطن.. أو تنضم للجماعة وتشجع غانا في اللقاء المرتقب.