جماعة الإخوان..وشاهدين من أهلها
بقلم/ إسماعيل عبد الهادي,,
 
سئل أحد الحكماء:من أتعس الناس في الدنيا؟قال:من لا يثق في أحد لسوء ظنه,ومن لا يثق فيه أحد لسوء فعله...هذا هو حال جماعة الإخوان المحظورة التى تدعي أنها ذات مرجعية دينية وتسعى إلى تطبيق شرع الله في الأرض وهي من هذا المسعى لا تملك حتى النذر اليسير فحينما يحدث تفجير من صنع إيديهم يغتال الأبرياء ويسلبهم البسمة والفرحة ويفقدهم أملهم يبادروا ليعلنوها عبر وسائل إعلامهم وبصفاقة إن الحادث من تدبير وصنع أمن الدولة!. ومما لاشك فيه أن من ينتمى لزمرة من الناس وعاش بينهم ردحاً من الزمن يعلم طبيعتهم وأساليبهم ودروبهم ومناحيهم لإنه منهم ونهل من منبعهم وتربي على قيمهم فإذا ما تركهم حتماً سيكون أقرب الناس للحكم على افكارهم. أقول ذلك بمناسبة حادث إطلاق النار العشوائي على المحتفين بعرس بكنيسة الوراق بالجيزة يوم الأحد20/10/2013م وأدى إلى قتل وأصابة عدد من الأبرياء من بينهم طفلة لا ذنب لها ولا جريرة خرج علينا بعضاً ممن ينتمون للمحظورة ليقولون أن هذا من فعل أمن الدولة!
 
 وقالوها من قبل عند وقوع حادث محاولة إغتيال وزير الداخلية أنه من تدبير الداخلية! وغير ذلك من أحداث غدر وخسة يفعلونها ثم يعزونها إلي مصابيها سواء أكانوا من الجيش أو الشرطة. ومما يؤكد كذبهم ويفضح أمرهم أنه عقب ذلك الحادث الأليم صرح مختار نوح وهو من الأعضاء البارزين السابقين في جماعة الإخوان المحظورة أن حادث كنيسة الوراق يظهر عليه بصمات جماعة الإخوان مشيراً إلى أن إستهداف كنيسة الوراق لن يكون الأخير لتنفيذ المخطط الخارجي وأضاف أن جماعة الإخوان تحتاج إلى ثورة في أفكارها لتتخلص من البراثن التى لوثتها لعقود. كما قال ناجح إبراهيم – القيادي السابق في الجماعة – تعليقاً على الحادث أيضاً أن الإخوان يتحملون مسئولية توفير الغطاء الشرعي والسياسي للمسلحين وهو الأخر توقع زيادة حدة إستهداف الأقباط ومنشأتهم خلال الفترة المقبلة وقال أن هناك مجموعتين مسلحتين على الأراضي المصرية تنتهجان فكر تنظيم القاعدة وهمـــــا: - جماعة أنصار بيت المقدس:والتى تستهدف الجيش والشرطة وتستخدم التفجيرات في سيناء. - جماعة كتائب الفرقان:والتى تعمل في القاهرة ودلتا النيل وتختار العمليات التى توجع الحكومة وتثير القلق ومن الممكن أن تكون هذه الجماعة هي التى استهدفت الأقباط لإيصال رسالة أن خيار البابا بدعم خارطة الطريق عرض حياتهم للخطر وأنهم لن يطمئنوا حتى يعود المعزول وأن أمنهم مرتبط بأمن الإخوان. هذه شهادة من رجلين – لهما من الحصافة في التفكير وبعد النظر مالهما –ويصدق على شهاتهما ما جاء بالقرآن الكريم بسورة يوسف"وشهد شاهد من أهلها.."فكما ذكرت بالسطور السابقة فإن من عاش زمناً وسط جماعة أو زمرة من الناس لها توجه معين يعلم خباياهم ودروبهم وكيفية تفكيرهم وتوجههم وهذان الرجلان كانا من قيادي تلك الجماعة ولهم اليد الطولي داخلها فكون أنهم يدليان بهذان التصريحان المنفصلان ويؤكدان أن الحادث بصمة من بصمات جماعة الإخوان فلا شك يكون الأمر جد خطير وأن الجماعة المحظورة هي جماعة لا تنتمي لدين وليس لديها مبدأ فالدين الإسلامي ينهى عن قتل الأبرياء مهما كان الخلاف السياسي أو العقائدي والرسول عليه الصلاة والسلام في حروبه مع الكفار والمشركين كان يحض المحاربين من المسلمين بألا يقطعوا الأشجار أو يقتلوا النساء أوالأطفال أوالشيوخ الكبار..هذا في حال حرب الأعداء.. فما بالنا بمن يقتل من هم من دينه أومن هم من مواطنيه ولهم عهد وذمة عليه فأولئك لم يؤذوا مسلماً أو يتعرضوا لدينه أو يعلنوا حرباً على الإسلام وقد أمرنا الرسول الكريم"عليه الصلاة والسلام" بأن نحافظ على أهل الذمة وألا نؤذيهم سواء بالقول أوبالفعل فلهم دينهم يتعبدون كما يشاءون ولهم دورعبادتهم لا تمس بسوء ولا يعتدى على أحد منهم بمكروه وإلا أصبح المسلمون متجاوزن الحد وحينئذٍ يحاسبون من الله عز وجل في الدنيا والأخرة لإن الظلم حرام وقد حرمه الله على نفسه كما جاء في الحديث القدسي المعروف حتى ولو كان الظلم واقع على حيوان فما بالك بإنسان أخ لك في الإنسانية لا حول له ولا قوة ولا يحمل سلاح ولا يملك حق الدفاع عن نفسه حال الغدر به وما قتل إلا بهدف لفت الإنتباه لأمر سياسي معين مما يعتبر ذلك عبث وتفريط خطير في حق الله قبل حقوق البشر التى خلقها الله واعتبرها سواسية لا فرق بينهم في لون أو فكر أو دين أو عقيدة أو مذهب فهو سبحانه القادرعلى الهداية كيفما يشاء ووقتما يريد كما قال عز وجل مخاطباً رسوله الكريم:" وَإِن كَانَ كَبُرَ عَليكَ إعرَاضُهُم فَإِنِ استَطَعتَ أن تَبتَغىَ نَفَقاً فىِ الأَرضِ أو سُلَماً فىِ السَمَاءِ فَتَأتِيَهُم بأيةٍ وَلو شَاءَ اللهُ لَجَمَعهُم عَلَى الهُدَي فَلاَ تَكُونَنَ مِنَ الجَاهلينَ" الأنعام/35
 
ولما كان الهدف المتغيا مما تفعله جماعة الإخوان من إعتداءات وتخريب هو إظهار الدولة في حالة ضعف عن حماية أمن مواطنيها وأنهم هم القادرون على وقف ذلك النزيف بعودة معزولهم – وهو ما صرحوا به علناً حال إعتصامهم بميدان رابعة العداوية قبل فضه – يكون والحال كذلك واجب علينا كمسلمين وأقباط ان ننتبه لمخططهم القذر وأن نتكاتف ولا يثنينا ما يلجئون إليه من أفعال بعيدة كل البعد عن نهج الإسلام الحنيف من تنفيذ خارطة الطريق والمضي قدماً نحو تحقيق الهدف فالإرهاب لا يفرق بين مسلم ومسيحي فهاهم ضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة يغتالون وتسيل الدماء الذكية دون تفرقة فعلينا أن نفوت عليهم ما يريدونه وأن نظهر للعالم أننا وحدة واحدة لا ينال منها حاقد أو مغرض وكان الله في عون كل مصري مخلص لبلده ولوطنه يريدها خيراً لا شراً مستطيرا ولعنة الله على كل من يريد بمصر سوءً من أجل إعتلاء منصب يهدف من وراءه مصلحة شخصية وتنفيذ أجندات خارجية لا مصلحة الوطن أو السعي لرفاهية المواطن