مصر صخرة عزيزة الجانب..قوية الشكيمة..
 بقلم/إسماعيل عبد الهادي,,
حينما نتأمل الأحداث التى تمر بها مصر منذ إقصاء نظام الإخوان الذين يتمسحون في الدين وهم لا يعلمون ألف باء السياسة ولا يفقهون للدين حديثاً بل لا يدرون له حواراً. ونظراً لما هو معروف عن هذه الجماعة من أساليب بعيدة كل البعد عن النهج الديني القويم ولجؤهم إلى العنف وليس الحوار مع كل من يخالفهم وهذا نهجهم بل هم فئة من الخوارج وكما قال عنهم بعض علماء الدين أن الإخوان هم ممن عدهم الرسول " عليه الصلاة والسلام " من السبعين الهالكة. لذا لم يكن من المقبول أن تحاربهم مصر بمفردها لإن هذه الجماعة بمصر هي البوابة إلتى ينطلقون منها إلى العالم العربي بأسرة وحينئذ ينفذون مخططهم الذي ظاهره الرحمة وباطنه الفساد وضياع الأوطان وهو ما نلمسه من وقوف الولايات المتحدة معهم بقوة ومن المنطقي ألا يكون وقوف أمريكا معهم بهدف نشر الإسلام ومبادؤه السامية في ربوع المعمورة فالذئب لم يكن يوماً حامياً للحملان ولكن الهدف هو إنفراط عقد الدول الإسلامية العربية المتبقية التى لم تطالها يد أمريكا بالقوة العسكرية مثلما فعلت بالعراق وليبيا ومن ثم كان تأيدهم لتلك الزمرة المارقة هو خلق الفوضي دون الدخول في حرب مباشرة في الدول التي بها تلك الجماعة مثلما فعلت فيما سبق بالدولتين المذكورتين ولكن تريد أمريكا إيجاد نوع من التناحر العقائدي داخل المجتمع الواحد وهو ما يجري في سوريا على مدي أكثر من ثلاث سنوات والوعود التى تلوح بها أمريكا لمرضي الزعامة وحب إعتلاء المناصب كما هو الحال مع إخوان مصر لتصل إلى مبتغاها فلم يكن يعني الإخوان للوصول إلى سدة الحكم هو مصلحة الوطن أو رفاهية المواطن بقدر ما يعنيهم تحقيق الحلم الذي وضعه لهم مؤسس جماعتهم حسن البنا منذ عشرينيات القرن الماضي وهو الوثوب للحكم وتنفيذ مخطط عالمي مهما كلفهم من ثمن. وبالتالي كانت الضربة لهم بمصر قاصمة والمصاب لديهم جلل لذا فإنهم فقدوا ثوابهم وطاش لبهم ولم يخفوا حقدهم الدفين لبلدهم ومواطنيهم بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك وهو إضعاف القوات المسلحة التى هي في الأساس درع يحمى الوطن ويزود عنه ولو أن تلك الجماعة كانت تنتمي للإسلام حقاً لعلمت أن الدين الإسلامي يحضنا بل يأمرنا على إعداد القوة العسكرية إعداداً محكماً لحماية الدين والوطن ولإرهاب كل من تسول له نفسه الإقتراب من الحمى فيقول المولي عز وجل في محكم التنزيل: "وأعِدُوا لَهُم مَا استطعتُم مِن قُوةٍ ومِن رِباطِ الخيلِ تُرهبُون بِهِ عَدُوَ اللهِ وَعَدُوَكُم وأخَرِينَ مِن دُونِهِم لَا تَعلَمُونَهُمُ اللهُ يَعلَمُهُم وَما تُنفِقُوا مِن شئٍ فىِ سَبِيلِ اللهِ يُوفَ إلَيكُم وأَنتُم لا تُظلمُونَ" الأنفال/60 ومن هنا لم يكن من المستغرب وقوف كل من السعودية والكويت والأمارات وغيرها من الدول الآخري بجانب مصر في حربها ضد جماعة الإخوان- بصرف النظر عن القومية العربية والأخوة وما شابهها من مفرادت - لإن تلك الدول لديها روافد لهذه الجماعة وإن كانت قليلة العدد والعدة ولكنهم يثيرون القلاقل داخلها بين الحين والآخر ويتحينون الفرصة السانحة للوثوب وتحقيق مأرب التنظيم الدولي للجماعة فحينما يتم مساعدة مصر للقضاء عليهم داخلها فحتماً ستنضوي لدي هذه الدول تلك الشرذمة التابعة للجماعة الأم بمصر وربما لا تقوم لهم قائمة من جديد لإن مصر رفعت عن هذه الجماعة ورقة التوت فتعرت وظهرت سؤاتها ورأها الناس ظاهرة للعيان فعلموا أنهم ليسوا دعاة دين بل قتلة وسفاحين ومروجي فتنة وأنهم فرع من فروع الإرهاب الدولي بأشكاله المختلفة ومن ثم يتعين أن تتضافر الجهود على مستوى العالم العربي الإسلامي للوقوف بجانب مصر بشدة ودعمها بكافة الوسائل في حربها الضروس تلك لإنها هي التى آثرت أن تخوضها وتقتحم عش الدبابير فيها وضحت برجالها الأوفياء من الجيش والشرطة لتكون حائط صد عن الكثير من الدول العربية وهذا هو دور مصر الأبية منذ القدم وعلى مر التاريخ فقد تصدت للتتار والمغول الذين عاثوا في الأرض فساداً وتحطموا على صخرة مصر القوية واندحروا على أرضها وتهاوا أمام بسالة شعبها وحنكته ودربته وقوة شكيمته التى لا توجد إلا لدي ذلك الشعب الأصيل فعاشت مصر عزيزة الجانب حرة الإرادة وعاشوا أبناءها متكاتفين في الداخل والخارج.