ألا تستحون..!!!
بقلم: محمد يسري موافي
لا أحد ينكر بأن من أسوأ نتائج انتفاضة 25 يناير عدم الاحترام المتبادل بين أفراد الشعب المصري بعضه البعض، ففي الوقت الذي ضُربت أروع الأمثلة في التكاتف الشعبي والتكافل الاجتماعي إبان هذه الانتفاضة من تعاون بين جميع فئات الشعب من خلال اللجان الشعبية، سرعان ما تحولت هذه الروح إلى عدم الاحترام والاختلاف والنزاع.
فتجد كبير السن لا أحد يحترمه، وما إن بدأت المناقشات بين اثنين أو أكثر يحدث الاختلاف ومن ثم تتحول إلى مشاجرة وذلك نتيجة عدم احترام آراء الأطراف لبعضها، وقد تكون هذه الظاهرة موجودة إلى الآن إلا أن هناك وعياً كبيراً من كافة أفراد الشعب بما يحدث وفهماً لكافة الأحداث المحلية والدولية، فبعد أن كان الاختلاف ما بين أنت ثوري، أو إخواني، أو سلفي أو شيعي أو فلول أو نظام قديم اضمحل هذا الخلاف إلى أن أصبح بين طرفين الأول الشعب والجيش والشرطة بل الدولة كاملة أمام جماعة محظورة وبعض من مؤيديها غير العقلاء، تستغل مؤيديها في الحشد لخلق أمر واقع على الأرض تستطيع أن تتفاوض من خلاله، وما إن توصلت لحل ستتخلى وفوراً عن هؤلاء المؤيدون!! لكن في النهاية هل حدث أن انتصرت جماعة على دولة؟!! هذا لم يحدث ولن يحدث خاصة في الحالة المصرية.
******
ما تقدم قد يكون مدخلاً لموضوع المقال الذي يتمحور على احترامنا للكبير، لكن هناك بعض الكبار غير جديرين بالاحترام ومع ذلك يضغطون على الآخرين بصفة سنهم الكبير ويبحثون عن دور لهم في الوقت الضائع من عمرهم، فالأعمار بيد الله لكن هناك بعض البشر يختتمون عمرهم بسوء العمل، مثال ذلك القرضاوي، ابو المجد، الخضيري، مكي، ووجوه إخوانية أخرى تحاول أن تلعب دوراً في تاريخ مصر، بعض العجائز كبار السن الذين عفا الزمن عن آرائهم يبحثون عن دور يثبت لهم أنهم مازالوا أحياءاً.
عندما يأتي الدكتور كمال أبو المجد ويتزعم جهود للوساطة بين الدولة والجماعة الإرهابية التي تسمى مجازاً الإخوان المسلمين ويضع رأسها برأس الدولة هل هذا منطق يا دكتور؟ عندما يتحدث ويقول أن هناك من كلفه ليقوم بدور الوسيط بين الطرفين، أليس لديك جرأة لتعلن للرأي العام من هذا الخائن الذي وكلك كي تتوسط مع هذه الجماعة الخائنة، الجماعة عديمة الوطن والوطنية التي لا تحترم الوطن، هذه الجماعة التي تصول وتجول وتنشر الهرج والمرج في شوارع مصر، هذه الجماعة الارهابية التي تقتل وتحرق وتفجر وتعتدي على ممتلكات الآخرين، هذه الجماعة التي تكفرني وتكفرك إذا لم تكن منهم بل تكفر المجتمع بأسره، بل هي الكافرة العاهرة الكاره للإسلام، التي تتحدث عن الإسلام كالغانية التي تتحدث عن الشرف!! هذه الجماعة الباغية المرتدة جماعة الخوارج كما قال عنها علماء المسلمين.
مهلاً يا دكتور .. هذه محاولات مكشوفة من الجماعة كي تخلق أمراً واقعاً على الأرض من خلال ممارساتها الارهابية اعتقاداً منها بأن ما تقوم به سيمثل ضغوطاً على الحكومة كي تستجيب لرغباتها السادية، وتحاول خلق رأي عام ضاغط على الحكومة المرتعشة السلبية المترددة كي تقبل بهذه المبادرة، علماً بأنه من رابع المستحيلات أن يوافق الشعب المصري على التصالح مع هؤلاء، فعن أي دور تبحث يا دكتور من هذه المصالحة؟!!
لقد ذكرت بعض المصادر الإخوانية أن الجماعة وافقت على معظم البنود التي وردت في المبادرة التي تقدم بها الفقيه الدستوري للجماعة، موضحة أن الإخوان على يقين كامل بما لا يدع مجالاً للشك أن عودة مرسى باتت أمراً مستحيلاً والتمسك بهذا المطلب يعد إصراراً على عرقلة الحوار وهو ما لا يصبّ تماماً في مصلحة الجماعة في الوقت الحالي.
وأوضحت المصادر أن الجماعة اشترطت وقف التظاهرات والاحتجاجات بالإفراج عن عدد من قيادات الجماعة المعتقلين حالياً، ورفع الحظر عن أموال الجماعة وتعطيل قرار حلها، وأن خروج عدد من القيادات مثل الكتاتنى والشاطر وبديع، سيكون بمثابة الروح التي تسرى في جسدهم الميت!!.
الأخ بشر يسير بمبدأ (يتمنعن وهن الراغبات!!) وبيتدلع وكتر ألف خيره الراجل وافق مبدئياً على ما ورد بجلسة الحوار مع أبو المجد، نافياً صياغة وثيقة بتلك البنود، وأكد أن الحوار كان خلال جلسة تشاوُرية لتبادل وجهات النظر ولم يبدِ أي من الطرفين قراراً صريحاً بشأن الموافقة على ما ورد فيها أو رفضها، فهل يقبل الشعب المصري صانع ثورة 30 يونيو بهذه المبادرة غير المفهومة!!!
ورغم نفي الحكومة علمها بهذه المبادرة يتأكد لدى العامة من أن من يقترح مثل هذه المبادرات ما هو إلا أحد الإخوة الذين يحاولون مد طوق النجاة لهذه الجماعة الإرهابية، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يا دكتور أبو المجد تتولى زمام هذه المبادرة؟!
أما المخرف الثاني الذي يدعى القرضاوي!! فالحديث عنه يطول وسأتناوله في مقالة قادمة – بإذن الله – لكني أذكره حتى لا ينسى آخر موقف واجهه عندما كان في الكويت مؤخراً وخرج في الليل يبحث عن وسيلة تنقله للسفر بعد أن تم إبلاغه بأنه شخص غير مرغوب فيه!!
يا سادة إن الأسوياء يبحثون خلال حياتهم وعمرهم عن حسن الخاتمة وانتم وصلتم إلى ارذل العمر وانزلقتم تجاه سوء الخاتمة فبالله عليكم ألا تستحون!!