fiogf49gjkf0d
طيب!!!
الضرب..«تحت الحزام»
في«الملاكمة» يمنع الضرب تحت الحزام،.. أما في السياسة فيبدو أن كل شيء مباح كما في الحرب والحب.
الخصومة بين السياسيين في مصر سرعان ما تتحول الى «لدد» على رأي القانونيين، ثم إلى عداء مستحكم، تستخدم فيه كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، ويكون «الضرب» في كل اتجاه، ولا مانع أن يمتزج «الضرب بالشتيمة» حتى لا يكون «كله.. ضرب.. ضرب ومفيش شتيمة».
ولأن السياسيين بشر فهم يخطئون أحيانا، لكن أغلبهم لا يطبق قاعدة «خير الخطائين التوابون..»، فأحيانا تأخذه العزة بالإثم،.. وأحيانا يكابر رغم وضوح الخطأ، وكثيراً ما يعتقد أنه على حق.. ويدافع عما يعتقد، وهؤلاء الأكثر احتراما بين مرتكبي الاخطاء.
وزير الاعلام صلاح عبدالمقصود، تعرض لموقف شديد الحرج أثناء إجراء المذيعة اللبنانية لقناة دبي «زينة اليازجي» لقاء معه على الهواء، عندما أبلغته المذيعة «الجميلة» أن هناك أسئلة تتردد في الشارع العربي، فرد معالي الوزير المحسوب على تيار الإخوان: «بس ماتكونش «سُخنة» زيك»، لترد المذيعة المدربة بسرعة بديهة على «سقطة» لسان الوزير: «أنا أسئلتي فقط هي «الساخنة» يا معالي الوزير».
أعلم أن «الراجل طيب»، ولا يقصد المعنى «الساخن» لوصفه المذيعة بالـ«سخنة»، ولكن عندما يقبل وزير إعلام مصر أن يجري حواراً مع قناة عربية، وخصوصاً إماراتية، يجب أن يعلم جيداً أنه يمثل «مصر»..الدولة، ومصر الإعلام.. ومصر الشقيقة الكبرى للجميع، ولا يضع نفسه ويضعنا في مواقف محرجة.
وللأسف وفي إطار تحول الخصومة إلى لدد.. ثم عداوة تكفل خصوم جماعة الإخوان بـ«تقطيع» معالي الوزير على جميع مواقع التواصل الاجتماعي!
أما الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية، الصعيدي، عضو مجلس الشعب السابق، صاحب المؤلفات السياسية، ترك خصومه التصدي لآرائه السياسية، وأطروحاته المثيرة للجدل، وانبروا مهاجمين «فستان»زوجته الفنانة بسمة التي ارتدته في فرحهما!.. وعندما كتب مقالاً يستحق ألف رد، وهو مقال «دستور مصر ليس قضية داخلية فقط»، والذي ألمح فيه «لتدويل» مسألة صياغة الدستور المصري، فرد عليه البعض ردا منطقيا يدحض هذا الرأي بشدة، كما فعل وائل غنيم، عندما أوضح له أن «تدويل» الدستور لا يجوز، وأنه لم يصدق عينيه عندما قرأ ما كتبه حمزاوي، ثم قال وجهة نظره باحترام.
بينما ترك «آخرون».. (فرصة) الرد المنطقي، و«تقطيع» د.حمزاوي بالحجة والدليل، ليعودوا مرة أخرى الى مسألة زواجه من«الفنانة» بسمة!!
وعندما حدث ما حدث داخل حزب «النور»السلفي، وتم الكشف عن لقاء قيادات سلفية بـ«الشفيق فريق» وقت اشتعال المعركة الانتخابية على مقعد رئاسة الجمهورية، لم تسع الاحزاب والحركات السياسية الى الاستماع الى وجهة نظر «قيادات السلف»، او حتى الرد في اطار الخصومة السياسية، ولكن سارع الجميع الى اتهامهم بالازدواجية والعمالة واللعب على جميع الحبال!
.. ألا تلاحظون معي أننا جميعا بحاجة الى «تعلم» أدب الاختلاف،.. وأصول الخصومة الشريفة،.. وقواعد اللعب النظيف؟.. هل لدى أحد إجابة على السؤال: «ماذا جرى للمصريين»؟؟
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66