fiogf49gjkf0d
ألم يتعلم المجلس العسكري والحكومة المصرية من الأعمال التخريبية التي حدثت بداية من الأحداث الطائفية بين المسلمين والأقباط نتيجة هدم إحدى الكنائس ، مرورا بأحداث السفارة الإسرائيلية وماسبيرو وحرق المجمع العلمي وأخيرا مذبحة بورسعيد؟
 
أعتقد أن حدثا واحدا من تلك الأحداث يعد كافيا جدا لقيام المجلس العسكري ووزارة الداخلية باتخاذ كافة التدابير الأمنية لمواجهة أي أعمال تخريبية؟ عجيب جدا وأمر مستغرب ألا يتم التحرك إلا بعد حدوث الكارثة ، وكل القرارات التي يتم اتخاذها ليست فعلا وإنما ردة فعل.. هل ننتظر عندما تحصل الكارثة ثم نبكي بعدها على اللبن المسكوب؟ هل ننتظر عندما تزهق أرواح المواطنين الأبرياء على أيدي مجموعة من البلطجية المأجورين من قبل فلول نظام الرئيس المخلوع وحزبه البائد؟ إنها مؤامرة فاسدة تحاك ضد مصر لزعزعة أمنها القومي وهز استقرارها والعمل على تخريبها وإشاعة الفوضى فيها كي تقول الناس بعدها " ولا يوم من أيامك يا حسني " ،
 
 لقد تجرد هؤلاء ومن يحركهم من مظاهر الرحمة التي نزعت من قلوبهم ، ووضعت مكانها أطنان من الكره والحقد المرير على مصر والمصريين ، أخذوا يقتلون ويذبحون ويخربون ويحرقون الأخضر واليابس ويدمرون ويكسرون ويسرقون ويعتدون على الوطن وأبنائه وبناته ومنشآته وأراضيه وممتلكاته وثرواته ، يريدون القضاء على مصر وتفتيتها .. ألم يكفي الرئيس المخلوع وزبانيته ما فعلوه على مدى ثلاثين عاما من ظلم وقهر واستعباد لأبناء مصر ؟ ألم يكفهم ما نهبوه وما سرقوه وما استولوا عليه ؟ يجلسون ليخططوا في سجن طرة الذي حولوه إلى منتجع سياحي يقيمون فيه الحفلات وكأنهم في نزهة ؟ ولم ندرك إلا مؤخرا أن وجودهم مع بعضهم البعض في سجن واحد خطر على البلد وأمنها واستقرارها ولذلك تم توزيعهم على سجون متفرقة... ونكرر مرة أخرى أن من أكبر السلبيات في مصر بعد الثورة أنه لا يتم التحرك إلا بعد حدوث الكارثة ووقوع المصيبة! أود أن أوضح شيئا ألا وهو أن كل ثائر شريف محب لوطنه غيور على بلده لن توسوس إليه نفسه ولن يقبل أن يقوم بأعمال القتل والتخريب والحرق والنهب والسرقة مهما كانت المغريات..من يخلق الفوضى هم رموز الفساد من فلول النظام البائد وليس الثوار الشرفاء ....من خلق الفوضى هم الذين استأجروا البلطجية والعواطلية و"الشمامين" و المدمنين وأطفال الشوارع للقيام بأعمال التخريب والقتل والحرق والنهب وإيذاء الناس وهؤلاء جميعا باعوا وطنهم وبلدهم بأبخس الأثمان .. لذلك يجب على مصر حكومة وشعبا وسلطة أن تكون حذرة في تلك الفترة الحرجة من تاريخ أرض الكنانة – حذرة مما يحاك ضدها من مؤامرات داخلية وخارجية ، وألا نسمح لأي حاقد أو كاره لها بالتربص بها وزعزعة استقرارها وأمنها ونهب خيراتها، يا شباب مصر انتبهوا لمن يريد إغراءكم وإغواءكم بالمال وبكل الوسائل كي تخربوا بلدكم وتحرقوها بأيديكم.. أقول للشباب الثوار الحقيقيين غير المزيفين :لقد قمتم بدوركم على أكمل وجه وقمتم بثورة يشهد لها التاريخ ونالت إعجاب العالم أجمع ، لا تمنحوا الفرصة لقيام الفاسدين بالثورة المضادة ، وتعاونوا مع رجال الداخلية فهم مصريون ووطنيون ويخافون على البلد كما تخافون ، تعاونوا معهم لأجل القضاء على البلطجة والفساد والإجرام وتحقيق الأمن ..ولنمنح الفرصة لجميع مسؤولينا للعمل كي ترجع مصر مرة أخرى فتية قوية وأقول لأولى الأمر في مصر: أسرعوا بوتيرة العمل واخرجوا من بطء الروتين ، لا بد من الإسراع في محاكمة الرئيس المخلوع ورموز نظامه الفاسد محاكمة عادلة تتسم بالشفافية ، لأنه لو تم عكس ذلك فستكون العواقب وخيمة وأقول لكل من يتربص بمصر .. مصر باقية بإذن الله وأنتم زائلون ذاهبون إلى "مزبلة" التاريخ ...
 
 حفظ الله مصر وأهلها وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه وسوء
 رضا رشدي .. صحافي مصري