fiogf49gjkf0d
العفريت
تذكرنى هذه الايام بشتاؤها وبردها القارس – بأيام طفولتى حيث كانت والدتى تحذرنا جميعا واخوتى بضرورة ان نلتف بالبطانية واللحاف هى تعنى الا يصيبنا برد الشتاء ولكنها تعلن ان لم نلتف جيدا بالبطانية واللحاف سوف يأتى العفريت ويأكل ايادينا وأرجلنا ، فكنت ومعى اخوتى ننفذ تعليماتها جيدا بل اكثر مما تريد فكنت اغطى يداى وقدماى وحتى رأسى بأكمله حتى كدت ان اختنق – كنت لا افكر بالاختناق قدر خوفى من أن يأتى العفريت ويأكل يداى وقدماى !!! هكذا اصبح الحال بنا الان فى مصرنا – تأتى الينا وسائل الاعلام كافة وبأنواعها وبفضائياتها بميولها ومذاهبها وافكارها القليل منها البناءة وكثيرها هدامه – فيبلغونا لا يحذرونا من ان هناك مخطط فى الخامس والعشرين من يناير ذكرى أول ثورة تحرر فيها شعب مصر من مقيديه وسارقوه وناهبوه – ان هناك مخططا لحرق مصر – وعنه وبسبب تداول هذه المقولات الوقحه تأجلت حركة السير فى كثير من الخطوات الهامة فى حياة الشعب المصرى بل ان كثيرا من الناس ينتظرون بترقب وبحذر وخوف شديدين من (( العفريت )) المترقب حضوره فى الخامس والعشرين من يناير القادم !!!!! حتى وان جاء القول على لسان مسئول فأننى اطالب الدولة بحكومتها وعسكرها أن لا يتعاملوا مع شعب مصر بعد الثورة – بسياسة (( العفريت)) - فبعد ان تنفسنا الصعداء برحيل النظام السابق لا يجب علينا ان نخنق انفسنا – خوفنا من (( العفريت )) عليهم ان يحمونا من مرددى التهديد بالعفاريت لأنه اساسا لا يوجد عفريت – بل يوجد بيننا من يريدون قتل الفرحة فى قلوبنا – وتحويلها الى الخوف من (( العفريت )).!!!!