يرى الكثير من المراقبين أن قرار المجلس العسكري الحاكم في مصر باختيار د.كمال الجنزوري رئيسا للوزراء في هذه المرحلة الحساسة يعد واحدا من أفضل القرارات التي اتخذها المجلس منذ توليه زمام القيادة في ارض الكنانة.
واذا ما رحنا للبحث في مدى مناسبة الجنزوري لهذه المرحلة فسنجد أنه يتمتع بالكثير من المميزات التي تجعله واحدا من اصلح الشخصيات لهذه المرحلة ان لم يكن اصلحها، فالجنزوري شخصية اقتصادية بارعة يشهد كل اعدائه قبل احبابه بأنه صاحب رؤية ثاقبة ونظرة حكيمة في التعامل مع ملفي الاقتصاد والتخطيط، كما انه صاحب قرار، وربما يكون ذلك احد اسباب ابعاده عن الساحة السياسية قبل 13 عاما، حيث تمكن في السنوات الثلاث التي تولى فيها المنصب من تحجيم الفاسدين والتضييق عليهم فحقق افضل نسبة نمو، وحافظ على قيمة الجنيه امام العملات الاجنبية ووضع اللبنات الاساسية لكثير من المشاريع الضخمة، وأهم ما نجده من مميزات لدى هذا الرجل ما يتصف به من نظافة يد ووطنية وحرص على العمل والانجاز.
اما ما يثار عن سن الجنزوري وبلوغه الـ 78 عاما، فهذا امر مردود عليه بأننا في هذه المرحلة الحرجة ومع ما يشهده الاقتصاد المصري من تدهور كبير نحتاج الى رجل خبير لديه إلمام بالملفات المهمة ليبدأ في تحريكها حسب الأولويات التي تعود على البلد بالفائدة السريعة، ولسنا هنا في مجال ان نكون حقل تجارب لشخصيات مشهود لها بالنزاهة والمصداقية، لكنهم لا يملكون الخبرة او الدراية بهذه الملفات المهمة، خاصة ان الفترة المحددة لن تتعدى 6 او 7 شهور حتى انتخاب رئيس للجمهورية في يونيو المقبل.
الجنزوري ظهر كثيرا على شاشات الفضائيات لبث الطمأنينة في نفوس الجميع بأنه يمد يده للجميع وأنه سيعمل جاهدا ليشعر المواطن العادي خلال فترة وجيزة بأن هناك الكثير من الايجابيات على ارض الواقع وتحدث عن ملفات معقدة تتعلق بالميزانية والعجز الاقتصادي والتصنيف الائتماني، فضلا عن اولوية الملف الأمني بالنسبة له، ولا نملك امام ذلك الا ان نقول للجنزوري: وفقك الله لتحقيق آمال وطموحات المصريين.
في المقابل رأينا المرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعي يظهر فجأة في التحرير بعد ان رشحه الكثير من الثوار لتولي رئاسة الوزراء ليعلن استعداده لقبول المنصب من اجل مصر، فهل اعلان البرادعي هذا يحمل اي شيء من الحكمة، او الخوف على مصلحة الدولة، كيف يعلن ذلك بعد ان اعلن رسميا عن اختيار الجنزوري، أليس في اعلانه اثارة لمشاعر الشباب في التحرير وضرب للاستقرار؟!
اقول للبرادعي: اذا كنت حقا تحرص على مصلحة الدولة كان عليك ان تدرك ان ما لدى الجنزوري من خبرة ونزاهة ورؤية لفترة وجيزة يفوق ما لديك من طموح للاصلاح، فلن تكون لديك الفرصة الكافية لتنفيذ رؤيتك.. ام ان اجندتك اهم من اي استقرار للدولة؟!
قبل الختام: مع بداية الانتخابات البرلمانية علينا ان نكون جميعا ايجابيين، والا نكتفي بانتقاد هذا ومدح ذاك، فالفرصة في يدنا لاختيار مستقبلنا.
.. والله الموفق
Mosaad75@hotmail.com
mosaadhosny@