لا ادرى على وجه التحديد ما يجرى فى الشارع المصرى على وجه الدقه .. المشهد السياسى لا افهمه واكاد اجزم ان الكثيرين فى مصر لا يفهمون ماذا يجدث .. نعم لقد قامت الثورة .. اسقطت بعضا من رموز النظام فقط ولكن النظام لم يسقط بالكامل .. حتى الذين سقطوا مازالوا يخرجون لنا السنتهم .. فبعد مرور ما يقرب من عام على وجود هؤلاء فى السجون الا اننا لم نسمع او نرى او نشاهد حكما ملموسا على ايا من هؤلاء .. ويبدو ان هذا الامر سوف يستغرق سنوات وسنوات .. ولربما نموت جميعنا ولا نرى نهاية لهؤلاء .. كانت للثورة مطالب تتمثل فى تطبيق الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة .. لم يفهم النظام السابق الغبى تلك المطالب .. قاوم الثوار .. قتلهم واصابهم .. تطورت المطالب الى اسقاط النظام .. رفض النظام وقاوم بشتى الطرق والوسائل .. مساعيه فى البقاء باءت بالفشل .. تم اجبار الرئيس السابق على ترك الحكم ..تم تحويل بعض رموز النظام الفاسدين الى المحاكمة وقلت اننا سوف نموت ولا تنتهى تلك المحاكمات الى شئ على ارض الواقع .. الرئيس السابق ماذا فعل ؟ قام بتسليم السلطة الى المجلس العسكرى ولا يخفى على الجميع ان قادة هذا المجلس هم رجال مبارك .. ترك الثوار الميدان فرحين برحيل مبارك وتناسوا الثورة وكأن كل همهم هو تحقيق اخر مطالبهم وهو رحيل رأس النظام .. الشعب استبشر خيرا بقدوم المجلس العسكرى .. تولى المشبر الحكم وكانت سعادة الرجل بالغه فقد كان القائد العام للقوات المسلحة وبتنحى مبارك صار ايضا القائد الاعلى للقوات المسلحة ..استمع الرجل الى مطالب الثورة والثوار وعاهد الجميع على تحقيقها ..المطالبات لم تكن مستحيلة .. فى تلك الاثناء كان يحدث بعض الشد والجذب بين الجيش والثوار من حيث المطالبات ومن حيث عدم الاستجابة لها .. رويدا رويدا بدا الشارع يفقد الثقة فى المجلس العسكرى ولا اقول الجيش .. طالب الثوار ان يكون الدكتور عصام شرف رئيسا للوزراء ..تحقق لهم ما ارادوه .. جاء الرجل محمولا على الاعناق من ميدان التحرير ..لم يستمر طويلا شهر العسل .. حيث طالته العديد من الاتهامات منها انه غير قادر على تنفيذ مطالبهم وانه ضعيف الشخصية وغيرها ..المشهد فى الشارع المصرى لا يبشر بالخير .. السبب فى ذلك يعود الى الجميع .. الثوار ان كانوا حقا كذلك لا يعرفون كيف يتظاهرون او يعتصمون .. الحركات السياسية والتى ظهرت دون سابق انذار وبتمويل خارجى والاحزاب الورقية والكرتونية التى لا تمثل الشعب المصرى وهى ايضا تتلقى التمويل من الخارج  .. اما التيارات الدينية فقد وجدت الطريق ممهدا لكى تحاول فرض ارادتها على الشارع ولا عجب فى تبادل الاتهامات من الجميع ومحاولة كل طرف الاستيلاء على جزء من الكعكة .. النخبة فى مصر ليس لهم هم الا الجلوس فى الاستوديوهات المكيفة ولتذهب مصلحة مصر الى الجحيم .. كلهم منافقون نخبة ومثقفين واعلاميين وصحفيين .. وكما يقول المثل الشعبى عايزين جنازة ويشبعوا فيها لطم ..لا احد ينظر الى وجود قوى خارجية متواجدة فى قلب ميدان التحرير لا هم لهم الا ان تستمر مصر  على تلك الحالة من الفوضى ... لا احد يهمه ان انهار الاقتصاد المصرى ام لا .. لا احد يهتم ان تخسر البورصة يوميا مليارات الجنيهات .. لا احد يهتم بمصلحة مصر .. كلهم كاذبون ولا يسعون الا الى مصالحهم الشخصية .. الكلام لا ينتهى ولكن فقط اقول لكم اتقوا الله فى مصر .. فهى اكبر منكم ومن اطماعكم ومن يقف ورائكم .. لا تبيعوا مصر .. فلا نعرف سواها وطنا لنا ..

محمد محمود خليفه

Mohamedkhalifa40@yahoo.com