مخطئ من يعتقد ان الانتخابات الرئاسية الحالية هي مناسبة للاختيار بين الرئيس السيسي وبين مرشح اخر .. وانما هي مظاهرة حب للسيسي ومناسبة لاستعراض انجازاته والاحتفال بمصر الجديدة بعد سنوات من الفوضي و القلق والتناقض وعدم الاستقرار
لقد رقص المصريون في الخارج لمدة ثلاثة ايام وغنوا وابتهجوا وارتدوا اجمل ثيابهم وتباهو بين الامم بمصريتهم وببلدهم وبرئيسهم .. كما تبارت السفارات لاظهار قدرتها الفائقة علي التنظيم وعلي تسهيل تدفق المصريين المغتربين نحو صناديق الاقتراع
وفي الكويت علي وجه الخصوص اضاف رجال الشرطة الكويتيون لمستهم الجميلة والرشيقة علي العرس الديمقراطي المصري حيث تواجدو في مواقعهم ساعات طويلة لحفظ الامن وتنظيم عملية الدخول الي مقر السفارة المصرية التي تحولت الي مركز للفرح والبهجة وبث الاناشيد والاغاني الوطنية
ولا انسي الحديث عن المتطوعين الذين شاركوا بجهدهم لمساعدة المقترعين وكبار السن .. كما لا انسي الحديث عن رجال الاعمال المصريين والكويتيين الذين ساهموا في انجاح المهرجان وسهلوا انتقال الناخبين من الجزيرة الخضراء علي ساحل الخليج العربي الي مقر السفارة المصرية وتوفير المثلجات والاعلام المصرية والقبعات للوقاية من اشعة الشمس ..
لقد كان مهرجانا للفرح والحب والوطنية واعادة البيعة للسيسي رئيسا لمصر لسنوات قادمة .. ليس 4 سنوات فقط .. ولكن الي ان ينجز مشروعة الوطني ويقطع مسافة طيبة في مسيرة التطوير والبناء
وربما لا اكون مبالغا اذا قلت ان المصريين مستعدين اليوم وهم وسط هذا الزخم العاطفي والوطني ان يمنحوا السيسي موافقتهم علي تعديل الدستور بحيث يحكم البلد 4 دورات رئاسية وليس دورتين اثنتين فقط
واعتقد ان هناك من يتبنون هذا الاتجاه الان ويستعدون لطرح التعديل علي البرلمان لتمرير التعديل الدستوري .. حتي ينجز الرئيس السيسي مشروعه الوطني في البناء والتطوير والقضاء علي الارهاب وترسيخ الديقراطية .