fiogf49gjkf0d
نعم اعتبر نفسى اننى محظوظ مرتين
واما الاولى لانى انتسبت لتلك المهنه الرائعه من وجهه نظرى وهى التمريض وكيف لا وهى مهنه قائمه على مد يد العون للمريض والانسان عندما يمرض يكون فى اشد الحاجه لمن يقدم ويمد له يد العون خصوصا وان كانت تعرف جيدا ماذا تفعل فهى يد مهنيه ومحترفه صاحبها لا تفارقه الابتسامه الهادئه وهو صاحب الوجه البشوش ليبعث روح الامل والطمأنينه لقلوب هؤلاء المرضى وهم على سرير المرض ويكفينا شرفا ان قالت الايه الكريمه ( ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا )
 واما الثانيه فهى لانى اعمل فى التمريض النفسى والسؤال هنا لماذا ازعم انى محظوظ كونى اعمل فى احد مستشفيات الطب النفسى ؟؟ والاجابه : ان المريض النفسى والعقلى له ظروف غايه فى الخصوصيه فيكفى انه فقد الشئ الوحيد الذى ميز به الله سبحانه الانسان عن باقى المخلوقات وهو العقل فهذا المريض يحتاج الى رعايه خاصه جدا وطريقه خاصه جدا للتعامل معه واحتوائه وبناء جسور للتواصل معه وخلق علاقه مهنيه جيده معه كل هذا يشعرك بقدر هائل من السعاده فانت هنا مختلف مهنيا.. وانسانيا ايضا فانت لا تتعامل فقط مع كيمياء الدواء ولكن تتعامل قبلها مع كيمياء النفس هذا من ناحيه ومن ناحيه اخرى فلقد جعلت بعض ثقافات المجتمعات هذا المريض مرفوض من قبلهم واحيانا يكون انسان منبوذ خصوصا المريض العقلى ( هناك فرق بين المريض النفسى والمريض العقلى ) فاحيانا وربما غالبا يترك هذا المريض سنوات فى مصحات العلاج دون ان يسال عليه احد الا من رحم ربى فيفتقد الى ذلك الدفئ الاسرى وهنا ياتى دور التمريض مرة اخرى عندما يجد المريض فيك او على الاقل يتلمس ذلك الدفئ من خلال تلك العلاقه المهنيه التى يخلقها التمريض مع مرضاهم
كل هذا يغمرك بقدر هائل من السعاده والان استطيع ان اقول بصوت عالى وواضح ان مصحات الطب النفسى هى تربه خصبه جدا لكى يفعل كلا منا انسانيته ويرتقى ويسمو بها وتفتح ابواب كثيره للثواب الدينى اينأ كان دينك وعقيدتك وهنا اريد ان اهمس فى اذن زملائى جميعا زملاء المهنه وليس فقط زملاء العمل واقول لهم _ قدر الله لكم هذه الفرصه الذهبيه ان تعملوا فى الطب النفسى فاجتهدوا فى ان تستثمروا هذه الفرصه ولا يدخر احد منك جهدا فى مساعده مرضاه ويجتهد كلا منا فى قراءه كل جديد فى علم التمريض والاطلاع والتدريب عليه بتنسيق مع ادارته _ تعالوا نعمل بروح الفريق ............... نعمل بروح العطاء _ لا نجعل الابتسامه تفارق شفاهنا............
نكون خلاقين فى عملنا من اجل مرضانا _ اعلم ما تعانوه ورسالتى لكم ان تتحملوا _ اعلم ما يقوله المريض فى انتكاسه المرض ورجائى ان تتقبلوه بصدر رحب _ اعلم كيف يكون عنيفا فيأذى من يقوم على مساعتده وعلاجه وطلبى منكم ان تتلمسوا له العذر دائما واعلم يقينا انكم تصنعون هذا فهذا ما درسناه وتعلمناه _ اعلم انه يفكر فى الانتحار احيانا فكن منتبه جيدا خصوصا فى ساعات الفجر الاولى _ اعلم كيف يتغير مذاجه فكن محترفا فى قراءه هذا _ اعلم انه يصبح احيانا كالطفل فأحنو عليه دون الخلل بالقواعد المهنيه _ اعلم انه من اجل كل هذا واكثر اصبحنا نحن من نلقب بملائكه الرحمه او قل
 (ملائكه الطب النفسى )
 بقلم ( عادل عبدالستار .... ممرض بالطب النفسى