سأل أحد
القراء، هل من الصحى أن يملأ الإنسان معدته بالطعام أم يتناول القليل منه ولا يشعر
بالشبع حتى لا يتعرض للسمنة أو التخمة، وما مضاعفات تناول الطعام بكثرة؟.
قال دكتور عبد
الهادى مصباح أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، نحن قوم لا نأكل
حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع"، وفى حديث آخر حدد الكمية التى تكفى احتياجات
الإنسان من الطعام بأن يملأ ثلث المعدة فقط بالطعام، ويترك الثلثين الآخرين للماء
والتنفس، وبالطبع فإن هذا الثلث لن يشعر الإنسان معه بالشبع، أو التخمة، فمن منا
لا يجلس إلى المائدة ليتناول طعامه، ثم يقوم دون أن يشبع ولو وصل الإنسان إلى درجة
الشبع، فبالتأكيد يكون قد وصل إلى حد التخمة والكسل، ولم يراع الثلثين الآخرين،
كما نصحنا الرسول، وسوف يدفع ثمن ذلك من صحته، ولعل الحكمة المكتوبة على أحد
الأهرامات منذ عام ثلاثة آلاف وثمانمائة قبل الميلاد تثبت ذلك، فتؤكد أن الإنسان
يحيا على ربع ما يأكل، أما الثلاثة أرباع الأخرى، فيعيش عليها أطباءه.
وأكد دكتور
مصباح، قائلا "الحقيقة أن هناك فرقا بين أن نعيش لنأكل وأن نأكل لنعيش"،
فالطعام يحترق داخل الخلايا لتوليد الطاقة اللازمة لحيوية ونشاط وتجديد خلايا
الجسم المختلفة، وينتج عن احتراق الغذاء مواد ضارة تماماً مثل عادم السيارة تسمى
بالشوارد الحرة، وهى عبارة عن ذرات حرة من الأكسجين الذى يوجد بصورة منفردة، وتكون
فى حالة من الهياج، وإذا لم يتم التخلص منها فإنها تهاجم الحامض النووى فى نواة
الخلية وتدمره، وتسبب معظم ما نعرفه ونخشاه من أمراض، بدءا من تصلب الشرايين وضغط
الدم والسكر وأمراض المناعة الذاتية وانتهاء بالأورام السرطانية المختلفة.
كما أضاف أن
مضادات الأكسدة التى تتمثل فى مجموعة من الفيتامينات مثل فيتامين أ، ج، هــ،
والزنك والسيلينيوم وغيرها، تقوم بالتقاط مثل هذه الشوارد الحرة، وتخلص الجسم منها
بطريقة غير ضارة، وبالتالى تقى الجسم من مثل هذه الأمراض الخطيرة.