fiogf49gjkf0d

ماذا لو ؟!

لو تفتح عمل الشيطان ..لكنها تفتح أفاق العبرة والاعتبار من مصائب الدهر فمن منا عندما يري ما يحدث لمبارك وعائلته سواء كان معارضا أم مؤيدا للرجل لم يدعو ربة "اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ".. فما يحدث لمبارك امتداد لعبر ممتدة علي مر التاريخ منذ عهد فرعون مرورا بهتلر وستالين وتشواسيسكو وصدام .. لكن لا العبر انتهت ولا الرؤساء اتعظوا.

ماذا لو استمع مبارك لصوت العقل وجلس مع نفسه ليحسب خطواته بعيدا عن الزبانية جمال وأم جمال والعدلي واحمد عز وصفوت الشريف واخذ يفكر.. وقال لنفسه ماذا افعل وقد بلغت من العمر أرذله ؟هل استمر حتى النهاية متشبثا بالكرسي وقد مل المصريون وأصبحوا لا يطيقون سماع صوتي من هول ما يصيبهم أم اخلد إلي الراحة واقضي سنوات عمري المتبقية عزيزا مكرما رئيسا سابقا ولي تاريخ استند إلية في استعادة ولو جزء من حب الشعب خصوصا وان المصريين عاطفيين بطبعهم .

ماذا لو اتخذ مبارك القرار بالتوقف منذ بدأت بشائر المهزلة مع بداية الألفية الثالثة حين طفا جمال علي السطح السياسي وأمسكت سوزان تلابيب الأمور في البلاد وخرجت من خلف الستار لتحكم علي المليء تعين الوزراء وتعفيهم حتي بات من الواضح للقاصي والداني أن الست غلبها جموح "الرغبة" في أن تصبح أول سيدة في مصر "الجمهورية" التي تصبح زوجة الرئيس وأم الرئيس وربما لو كان سنها صغيرا إلي حد ما لكانت سعت أن تكون أول سيدة تحكم مصر بعد العسكر حتي انتهي بها المطاف في سجن القناطر أن أفلتت من الذبحة الصدرية.

فالرئيس السابق قد بلغ من العمر عتيا والست تدفعها "الرغبة" في التمسك بالجاه والسلطان حتى مرمغت انف الرئيس المصري في التراب ومسحت تاريخه بأستيكه وحفرت كرهه وذريته في قلوب المصريين إلي ابد الآبدين .

كل تلك مؤشرات كان واضحة للقاصي والداني ويتندر بها العامة في مجالسهم وعلي المقاهي فكيف لم يفطن إليها رئيس عسكري خاض الحروب وجلس مع الملوك والرؤساء ودخل الي دهاليز السياسية وان كان من الباب الخلفي ولكنه جبروت امرأة.

لو كان فطن وفكر ولو قليلا لكان توصل إلي النتيجة الحتمية انه لو امتطي حصان الست وسمع كلام جمال والزبانية فان النتيجة الحتمية التي يصل إليها أي عاقل هي بالضبط مالت إلية الأمور والتي لا تسر عدو ولا حبيب.

لو اختار مبارك الطريق الثاني واثر التوقف والاعتزال وهو في نهاية مجدة وليس قمته واستمع إلي صوت الحكمة ونزل علي رغبات الشعب ولم يستخف بالمعارضة  واختار طواعية ان يكون الرئيس السابق لأكبر دولة عربية وسجل له التاريخ انه الرئيس الذي تحولت مصر في عهدة إلي بلد ديمقراطي  لتغيرت الأمور واستمتع بحياته حتي أخر لحظاتها ولأصبح بطلا قوميا ولرأينا ولو مرة رئيس سابق لمصر ليس رهن الإقامة الجبرية او المحاكمة لتحول مبارك إلي مرجعية في حل المشاكل والأزمات في داخل مصر وخارجها  حتي مات كبيرا ولأصبح مبارك بحق كارتر العرب يجوب المنطقة شرقا وغربا للاقتباس من حكمته وخبرته ولكن ما اختاره مبارك لنفسة جعل الجميع مقتنع تمام الاقتناع انه لم يكن حكيما ولا قائدا لكنه رئيس ساقته الصدفة إلي مكان لا يستحقه لحكم شعب يبدو انه رغم مرور 30 عاما في حكمة لم يكن يعرفه فلا الرئيس عرف شعبة ولا الشعب اكتشف ضعف رئيسة حتي أمام زوجته .. ولكن لو فعلها مبارك وفهم واختار الصواب لغابت العبرة ولنسينا ان نتجه إلي الله بالدعاء ان يرزقنا حسن الخاتمة .. اللهم لا شماته. 

بقلم :سالم عبد العفور

SALEMSETEHA@YAHOO.COM