fiogf49gjkf0d
عفوا يا باش مهندس
بقلم: ياسمين عبد الهادي
عفوا يا باش مهندس، فقبل أن تتحدث عن الأغلبية الصامتة التي وصفتها استهزاءا بأنها " حزب الكنبة" دعني أسألك أولا: هل سبق لك و عشت داخل المقابر و العشوائيات؟ هل جربت أن تنام مع عشرة أفراد داخل غرفة واحدة؟ هل سبق و مرض أحد أبناءك و لم تملك ثمن العلاج هل جربت أن تقفز فوق الحجارة وسط مياه المجاري؟ هل سبق و أن كان همك طوال اليوم العمل جاهدا لتوفير غذاء الغد لعائلتك؟ هل وقفت يوما بالساعات أمام المخابز للفوز ببضع لقيمات لأطفالك؟ سيدي، إن قمة الرفاهية عند هؤلاء الناس، حزب الكنبة، هو تأمين مطالب الحياة البسيطة يوما بيوم و التنزه على ضفاف النيل عشية يوم حار و أن يجدوا العلاج حين يمرضون و ألا يدفنوا في مقابر الصدقة عند وفاتهم.......هذه هي أحلامهم و آمالهم فلا فرق عندهم بين دولة مدنية أو عسكرية أو علمانية فقد سلبت منهم الحياة و هم ما زالوا على قيد الحياة. من العدل أولا و قبل كل شيء أن نوفر لهم جزء و لو بسيط من أحلامهم المشروعة التي تغتال كل يوم، و هذا ليس بالكثير. من الواجب أن نذهب نحن إليهم للأخذ بأيديهم لا أن ندعوهم أن يأتوا إلينا. لا بد أن تكون المبادرة منا بتقديم يد العون لهم و إرشادهم لا أن نتحدث إليهم عبر الجرائد التي قد لا يمتلكون ثمن شراءها أو يفضلون شراء الخبز بدلا منها. كما لا يجب أن نقصر خطابنا إليهم على التنظير عبر شاشات الفضائيات بلغة حوار لا يفهمونها.................... سيدي..........متى ما استطعت أن توفر لهؤلاء البسطاء سبل العيش البسيط يمكنك عندها، و عندها فقط أن تحاسبهم على مواقفهم السياسية!