المنحة ياااااريس -
 كتب/ سعيد مندور
 في الأول من مايو من كل عام تحتفل دول العالم بعيد العمال، وفي مصرنا الحبيبة كذلك نحتفل معهم بهذا العيد، وعلى مر السنوات السابقة وفي أعقاب الحكومات المصرية المتعاقبة، كانت احتفالاتنا بعيد العمال لها وضع خاص، كان العامل المصري يقف في قاعة الاحتفالات مضطراً إلى الهتاف منادياً بصوت عال يملئه الشجن والأنين .. المنحة ياااااريس .. المنحة الله يخليك .. المنحة علشان أنا سالف فلوس، وعاوز أدفع الدروس، وعاوز أجوز البنت، وعاوز أشتري كسوة العيال، وكمان أشتري لهم حتة لحمة تسند قلبهم وقلبي أنا كمان ما أنا طول اليوم شغال زى الثور اللي متعلق في الساقية متغمم وشغال وخلاص أطلع من الصبح وأرجع آخر الليل هفتان وتعبان .. أعمل إيه ياريس رجلتك طول اليوم ورانا اللي يريح شويه يأخذ جزا وكمان اللي ميريحش يأخد جزا، ما هم رجاله تمام عرفين منين يلموا فلوس المنحة .. إن كان في المصانع ولا المرور ولا الكهرباء ولا الميه ولا التليفونات ولا المستشفيات ولا ولا حاجات كتيرة ياريس، وده كله كوم والضرائب كوم تاني دي بقى بتاعت الغالي ابن الغالي .. صحيح كسر دهر .. ولكن في يوم عدينا لازم نعيد ونيجي ونحضر في القاعة ونهتف بصوت عالي ربنا يخليك ياريس متنساش المنحة .. ونهتف تحيا الريس ورجال الريس وحاشية الريس .. نعمل إيه ما إحنا غلابة عودوتنا على الشحاتة.. ثلاثين عام ياريس وإحنا عمال منكسرين مطاطين الراس علشان نعرف نعيش ونقول آهي عيشة والسلام.. ثلاثين عام ياريس جعلتنا فيها بدون طعم ولا رائحة كسرت فينا الإرادة والعزيمة لبناء الوطن .. خصخصت الشركات وشردت العمال وقعدتنا في البيوت قبل الأوان، أحوجتنا للي يسوى واللي ما يسواش .. ثلاثين عام ياريس إمتلئت خزائنكم وخزائن أولادكم ورجالكم وحاشيتكم في داخل وخارج مصر .. ثلاثين عام ياريس وأنت فاكر ونايم مطمئن أننا أصبحنا جثة هامدة .. ماهو مفيش لاصحة ولا زراعة ولا تعليم ولافرحة ولا أمل ولا حياة كريمة كل ده في عهدك ياريس كنا نتذكره في كل يوم وخصوصاً في عيد العمال .. ولكن لا وألف لا ياريس اليوم الأول من مايو 2011 بعد قيام الثورة ثورة 25 يناير أقول لك لا ياريس مش عوزين منك منحة لأنك الآن في محنة ومحنة شديدة وعزائي فيك ياريس أنك تتذكر أنني كنت أقف أمامكم في القاعة مضطر بناء على تعليمات رجالكم أصحاب الفخامة والنفوذ وأهتف بأعلى صوتي وأنا كلي ألم وشجن " المنحة ياريس " وأهتف مضطر عاش الريس وحاشية الريس. واليوم الأول من مايو وقفت في ميدان التحرير وهتفنا وقولنا بصوت عامل واحد حسبي الله ونعم الوكيل في كل من قيد قيود بناة الأهرامات وصناع الحضارة .. ونقول سنعيد المجد لمصرنا الحبيبة التي استبحتموها لثلاثة عقود.. سنعمل ونجتهد بكل قوة ونعيد أمجاد الأمة وأمجاد عمال مصر، سنبني مصر حرة كريمة تعطي لنا ونعطي لها كل الخير والآمان، فلا منحة ولا رحمة لكل من خان عمال مصر.
. وعاشت مصر حرة أبية. نعتذر عن كتابة المقالة بالعامية