ببساطة مصر مر وقت طويل و قلمي يشعر بأنه عليل كلما أمسكته همس لي متعب لا أستطيع أن أكتب ، و أصلاً لا يوجد ما تكتبينه طالما تصرين على أن تكتبي ما تؤمنين به و تصدقينه. و ظللنا هكذا في جدال، و دام لأعوام ذاك الحال . و أنا لا أعرف هل سنتصالح و يعود بين يدي لأكتب ما يمليه العقل و ضميري عليه و علي ،حتى ثار الثائرون و حطموا القيد الملعون الذي كمم الأفواه و حاصر الجميع من كل اتجاه ، و جلست أمسك به و أتذكر يوم كنت أجلس مع صديقاتي نتجاذب أطراف الحديث و نرتشف رشفة من فنجان قهوة و نمصمص شفاهنا و ننظر لبعضنا البعض و تسأل إحدانا الأخرى هل مما ترينه هناك أمل في هؤلاء الشباب ، فترد الأخرى إنهم مساكين انظرن إلى شباب العالم كيف يتصرفون و كيف هم واعون ، عن كل شيء يعرفون، و تتلقى الحوار الثالثة و الله إني أرثى لحالهم حتى إن أحلامهم بسيطة و منذ طفولتهم ألعابهم بدائية ليست تتميز بأي تقنية عكس من نراهم حولنا. هنا تضع أخرى فنجان قهوتها و تقول و إذا كبروا تريهم دائماً على النت و الشات و كأنه عالمهم الذي يهربون إليه من عالم امتلأ بالمفارقات . و أنا مع كل كلامهن أوافق فليس لي رأي فارق فهذا ما كنا كلنا نراه فكيف لشاب يرى من في سنه يلعب بالملايين و هو عاجز أن يتحصل على شقه غرفتين، فكيف نلومهم إن كان في حلم اليقظة الذي يعيشونه يخلقون فيه ما يريدونه و يطوعون فيه المستحيل ما داموا لا يستطيعون الحصول على أقل القليل . حتى أصبح الحلم سلاح حطم كل القيود و جعلنا نرى أننا من تخلفنا عقود و عقود ، و أن هؤلاء الشباب هو من خط من جديد تاريخ هذه الأمة بعد أن أزاح عنها الغمة، لتعود أرض الكنانة المحروسة رافعةً راية الريادة و تؤكد أنها تستحق أم الدنيا بجدارة فعلى مر الأجيال كانت صانعة الحضارة و ها هي تصنعها بعزيمة و إرادة شباب لم يكن لهم سوى النت - أو ما كنا نعتبره نحن العجائز آفة العصر - بديل للتعبير و التغيير ، فهنيئا لنا بما فعلتموه و عذراً عن سؤ ظننا و اعتقادنا بأن هناك من هم خير و أقدر فأنت بلا جدال و بشهادة كل الأجيال ، من شرق، لغرب ،لجنوب و شمال ، أن شباب مصر ليس كأي شباب، و أن مصر هي ببساطة مصر.
 بقلم: بنت النيل