رسالة إلى الشرفاء في بلادنا
أحمد المنسي
 يوما بعد يوم يزيد احترامي وتقديري للدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري , بل ان احترامي لهذا الرجل يصل إلى حد الرغبة في أن يكون هو الرئيس القادم لمصر , في وقت يتحير فيه الناس ويتساءلون من هو الرئيس القادم؟ ونحن نرى هذا الرجل أمام أعيننا بكفاءته العالية ومواقفه المشرفة ورغبته الأكيدة في النهوض بمصر ,فمنذ بداية توليه هذه المسئولية ونحن نرى له إنجازات عظيمة ونرى عليه أثر هذه المسئولية الجسيمة , ولمسنا فيه - من خلال عدة مواقف - الرقي الأخلاقي والسلوك الحضاري , فعلى سبيل المثال لا الحصر, نزوله المتكرر إلى الشارع والاجتماع بالناس , وتدخله لحل بعض التجاوزات الطائفية , واعتذاره للشعب عن تأخير بعض الإنجازات أو عن أي خلل إداري خارج عن الإرادة , وهو وارد في هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر , لنجد أنفسنا في النهاية أمام رجل يستحق بكل تأكيد منا الاحترام والتقدير , ونستطيع أن نقول بملء أفواهنا أنه الرجل المناسب لهذه المرحلة , رجل يدرك تماما أن هذا الشعب العظيم الذي انتفض من أجل الحرية والكرامة يستحق الاحترام والتقدير, ويستحق أن ترد له حقوقه كاملة , ونحن إذ نرى ذلك الجهد الطيب المبارك من الدكتور عصام شرف لا نغفل عن دور من يشاركه هذا الجهد ولهم منا كل الاحترام والتقدير وهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكل الرجال الشرفاء الذين يعملون على رفعة هذا الوطن واحترام شعبه والارتقاء به , ليشعر كل مصري أنه عزيز كريم , يعيش في وطن لا يهان فيه أحد ولا يظلم فيه أحد , والخارجون عن القانون يخضعون للمساءلة والمحاكمة العادلة , وفي هذه المرحلة عندما تكتمل الملحمة الإصلاحية والقضاء على الفساد بكل أنواعه , سنرى وطنا جديدا عزيزا متعافيا , من بعد أن عانى كثيرا من الإذلال والتخريب والتدمير المادي والأخلاقي والفكري والنفسي , ونعلم تماما أن هذا سوف يستغرق وقتا , وعزاؤنا في ذلك أننا في طريق الإصلاح نمشي , وما نراه من أحداث وتغيرات في الواقع يدل دلالة واضحة على أن الوطن في سبيله للتعافي والشفاء .
إن مصر اليوم تكتب تاريخها من جديد , والذين يقومون بالإصلاح والتطهير اليوم سيدخلون التاريخ من أعظم أبوابه , وسيذكر التاريخ أننا في مصر لم نمت , ولم يستطع الطغاة مسخ هويتنا مهما تجبروا وظلموا, لتظل مصر بقامتها بين الأمم قمة سامقة تعلم العالم عبر أزمنة التاريخ . ولكم تمنيت أن أرسل رسالة إلى الدكتور عصام شرف وكل الشرفاء في بلادنا اليوم ممن يتحملون مسئولية إعادة بناء وطننا الغالي , تمنيت أن أقول لهم ما في صدري وأنا أرى هذه الإلياذة ويملأني القلق كما تملأني الفرحة والفخر . أعلم جيدا أنهم أكثر مني إدراكا لمواطن الفساد في مصر , وأعلم أن لهم برامج إصلاحية عظيمة , وأعلم أن هموم الوطن كبيرة جدا عندهم كما هي عندي , وأثق في كل خطوة يخطونها , ولكني مواطن فقد أمه الكبرى وأمه الصغرى , ويرى إحداهما تعود إليه وقد ملئت أنينا وهدها الإعياء , وأتعبتها سنون الظلم والطغيان , تعود لتضمد جراحها وجراحنا , وتجبر كسرها وكسرنا , وتملأنا أملا يبدد ما بنا من يأس , وتعطرنا بأسباب الرحمة , وتجملنا بآيات العدل , وتلبسنا أثواب الحق والنور والجمال .
 يا من تسطرون تاريخ مصر اليوم بحروف من نور , يملأني الخوف والقلق , فما زال أذناب النظام البائد الفاجر يرهبوننا , ويتوعدونا , مازالت معالم الكبر والتعالي والاستبداد تضرب في عمق أمتنا , مازالت المحسوبية والرشوة جاثمة على صدورنا , إن الأمراض النفسية منتشرة في مجتمعاتنا , ومازال الطغاة يمارسون أحط أسباب الإرهاب والتخويف علينا , مازلنا نسمع منهم عبارات مثل ( هيبة الدولة ) و ( أمن البلاد ) و ( هيبة الشرطة ) التي من خلالها يمارسون كل أسباب القهر والعنف تجاه شعبنا العظيم , ولا يعلمون أن الثورة ما قامت إلا لتحقيق هيبة الدولة وأمن البلاد واحترام القانون , أما هيبتهم للدولة فقد كانت استعبادا وجورا وظلما وسرقة وإجراما , وأما أمنهم للبلاد فقد كان بكثرة الفتن والمحن في الأمة وتضليل الناس وتجويعهم وتبديد ثروات الوطن , وأما هيبة الشرطة عندهم فقد كانت قتل الأبرياء بغير ذنب , وتعذيب الأشراف في الأمة وإرهاب الشعب واحتقار القانون . يا من تحملون هم الوطن وتعيدون صياغة التاريخ وترفعون هاماتنا بالعزة والكرامة , احذروا بقايا النظام السابق , إنهم يريدون أن يهدموا ما تقومون ببنائه , ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم , ولكن الله عز وجل متم نوره ولو كره الطغاة والظالمون , وإننا لا نعجب من صناعتهم وصنيعهم , فكيف لمن عاش عشرات السنين مطمئنا بظلمه وإجرامه وجوره واستبداده , ويرى أسباب حياته تسير في يسر , على حساب الضعفاء والمساكين أن يقبل بالعدل ؟؟ , وهم لا يعلمون أن العدل يملأ الدنيا خيرا ورفعة وسلامة وسلام .
أن هؤلاء من فرط عيشهم في مواطن الفساد تعفنت قرائحهم , واسودت قلوبهم , وعميت بصائرهم , وإنه من واجبنا أن نوضح لهم قول النبي صلى الله عليه وسلم , ولفظه في البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره ؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم ، فإن ذلك نصره . فإن الأخذ على يد الظالم ما هو إلا نصرة له , ولكن هؤلاء استعبدتهم الدنيا , ولا يعرفون نواميس الله ولا يفهمون رسائله التي يحذر بها عباده , من انتقام وأمراض ونكبات , فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يقلته , وإنما هذه الدنيا ساعات وتنقضي . قال الحجاج لعجوز" والله لأقتلن ابنك " قالت العجوز لو لم تقتله مات , وهذا من ذكاء العجوز , ولكن الطغاة لا يفهمون الرموز . إن الذين يرفضون نهضة مصر اليوم ورفعتها , وتؤرقهم الثورة , قد فسدت أجهزة الاستقبال لديهم , وذلك من فرط تعفنها من الفساد والظلم , وإن نافخ الكير لتزكمه نفحة المسك , ولن يضر الشمس ألا يرى ضوءها أعمى .
 أحمد المنسي Almansi9@hotmail.com
ملحوظة من ادارة الموقع:
الاخ احمد الصورة التي ارسلتها ثقيلة جدا لذلك يرجى تخفيف الصور قبل ارسالها.