.. من حق المصريين ان يتظاهروا دفاعا عما يعتقدون انه حق،.. ومن حق اجهزة الامن الحفاظ على النظام،.. وكما يحدث في اعتى الديموقراطيات يقع الصدام بين بعض المتظاهرين والامن ويتم «احتجاز» بعض المتظاهرين في اقسام الشرطة، وبالأمس حدث كل ذلك في مظاهرات «جمعة الارض» التي نظمها ونفذها معارضو تسليم جزيرتي، «صنافير وتيران» الى السعودية، وحدثت المصادمات والاحتجاز والتحقيق، وتابعت على مواقع التواصل ما بثته قيادات المتظاهرين من اسماء تم احتجازها، ثم مع نهاية اليوم كانت الاخبار تتوالى بالافراج عن المحتجزين، بدءا بالنساء وانتهاء بالشباب، وكان من الواضح ان تعليمات «عليا» صدرت بالا يبيت المتظاهرون هذه الليلة في «التخشيبة» كما كان متبعا في عهود سابقة.

حرية «التظاهر» من الحريات التي كفلها ونظمها الدستور، وحماها القانون، وفي هذه المظاهرة «بالذات» كان هناك تقدير كبير للموقف خاصة ان وجهة النظر التي تبناها المتظاهرون تحظى بمساندة فئة كبيرة من افراد الشعب، وقناعة لا يستهان بقيمتها، وابتعاد المتظاهرين عن اللجوء للعنف او الاستفزاز او التعدي على الممتلكات العامة أو الخاصة كان له اكبر الاثر في مرور المظاهرات على خير، كما ان الحرص والحذر الذي ابداه المنظمون بعدم رفع اي شعارات سياسية او دينية ادى الى تفهم وتعاطف كبيرين.

والحقيقة ان الطرفين قد ربحا.. المتظاهرون والنظام، فالمتظاهرون اوصلوا وجهة نظرهم الى العالم كله بـ«احترام وتحضر» والنظام صدَّر صورة ايجابية فحواها انه يحترم التظاهر والمتظاهرين ويدعم حرية التعبير وحق المواطنين في الاعتراض على قرارات الدولة ورئيسها.

..وفي النهاية سيعرض الامر على مجلس النواب الذي سيتخذ ما يراه صوابا، واقترح ان يتم التصويت على ترسيم الحدود البحرية مع السعودية الشقيقة بشكل علني حتى يوضع كل نائب امام مسؤوليته التاريخية.

على الجانب الآخر.. ترك الرئيس عبدالفتاح السيسي القاهرة يوم الجمعة وقام بزيارة تفقدية لمشروع «جبل الجلالة» القريب من «العين السخنة» جنوبا، وكأنه يقول لشعب مصر، لا تعارض بين ان تتظاهروا وتعلنوا وجهة نظركم في امر حيوي يهم مصر والمصريين، وبين ان نواصل ملحمة التحدي والبناء والانجازات، التي يعد مشروع «الجلالة» احدى دعائمها التي ستؤدي الى تعظيم القيمة المضافة للارض، وزيادة ايرادات الدولة، وفتح مجالات وفرص عمل جديدة للشباب حيث تصل المشروعات الى اكثر من 100 مشروع زراعي وصناعي وتجاري وسياحي، اضافة الى جامعة ومدينة متكاملة، لم نكن نسمع عنها من قبل.

تظاهروا.. ولكن ايضا اعملوا ليرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. ابنوا مصر لابنائكم فلن يعمرها شعب سواكم.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

Facebook: hossamfathy66

Alanba email ID
h.fathy@alanba.com.kw