ترى ماذا سيقول الوفد المصري الذي يصل روما اليوم للإيطاليين حول حقيقة تعذيب وقتل «جوليو ريجيني»؟
حتى
ساعات قليلة من سفر الوفد كان الغموض يحيط بأعضائه وتكوينه وهل هو وفد
«أمني» فقط؟ أم يضم ممثلين لجميع الاجهزة والجهات «المتورطة» في حل القضية؟
الجهات
القضائية «نفت» سفر وكلاء نيابة او قضاة ضمن الوفد، ومصلحة الطب الشرعي
ايضا «لم يسافر احد»،.. ولم تعلن اي جهة رسمية عن تشكيل الوفد ـ حتى ظهر
امس ـ وكأن
السادة «الممثلين» لمصر يخجلون من اضطرارهم للقيام بهذه المهمة الوطنية،
وشرح ما يعرفون للأصدقاء «الطلاينه»،.. إن كانوا يعرفون!!
قضية
تعذيب وقتل «جوليو ريجيني»، فتحت على مصر «أبواب جهنم»، وبدأت رسائل واضحة
من «مؤيدين» للحكومة تطالب بكشف الحقائق كما فعل الصديق محمد عبدالهادي
علام رئيس تحرير
الاهرام في مقاله: «وماذا بعد..؟ الدولة ولحظة الحقيقة في قضية ريجيني؟»
والذي تضمن عبارات مثل «الروايات الساذجة أساءت الى مصر داخليا وخارجيا»..
و«إن عدم فهم بعض المسؤولين قيمة الحقيقة يضع الدولة المصرية في حرج وفي
مأزق بالغ الخطورة».. «قبل لحظة الحقيقة نناشد
الدولة تقديم مرتكبي الجريمة الى العدالة».
ثم
جاءت عبارة الاعلامية القريبة من مراكز صنع القرار لميس الحديدي والتي
قالت بدقة ووضوح تعليقاً على الجريمة: «الصراع بين الاجهزة والمؤسسات لا
يجب ان يكون على
جثة هذا البلد»!! في إشارة الى ضرورة توجيه رسالة من اعلى الى جميع
«الاجهزة» ومحاسبة المخطئ.
الحقيقة
الوحيدة في القضية ان الشاب الايطالي تم قتله بسبب التعذيب، عدا ذلك لم
يتم تقديم «معلومة» مقنعة لأحد، لا في الداخل ولا في الخارج، والامر يتصاعد
بحدة مع
«تلميحات» بإمكانية سحب السفير الايطالي، وربما قطع العلاقات الايطالية ـ
المصرية، وسبق ذلك قرار الجمعية الايطالية للسياحة بوقف كافة انشطتها في
مصر لحين الكشف عن ملابسات مقتل ريجيني، ثم تلك «الحملة» الاعلامية في
كبريات وسائل الاعلام الايطالية عن اوضاع الأمن وبلاغات
الاختفاء القسري والتعذيب وانتهاك حقوق الانسان في مصر، وربط كل ذلك بما
حدث للباحث الايطالي،.. بل ان الامر تعدى ايطاليا الى اوروبا كلها مع
التلويح بأن توقف القارة العجوز تعاونها الامني مع مصر، ومعونتها
الاقتصادية لها.
يبدو
ان الامور تتجه الى «درس قاس» في احترام حقوق الانسان، ودرس آخر في
«الكفاءة المهنية» وعلينا ان نتحمله.. ونستوعبه.. صاغرين، عله يكون سببا في
اصلاح اختلالات
عميقة.. وخطايا متجذرة.. وسياسات امنية عقيمة.. وعقول لم يفلح في تغيير
معتقداتها «الفاسدة» ثورتان.. ومئات الشهداء وآلاف المصابين.. ومليارات
الجنيهات من الخسائر.
اكشفوا الحقيقة للعالم ان كنتم تعرفونها والا ستدفع مصر الثمن على اصعدة ربما لا تخطر لنا على بال، وسنقبلها صاغرين!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.