وجهة نظر في إدارة الأزمة في مصرنا الحبيبة
 في ظل الأحداث الجارية في مصرنا الحبية، وحالة الهرج والمرج في الشارع المصري وافتراس القنوات الفضائية المشبوه الساحة الإعلامية، فلي عتاب على القائمين على المؤسسة الإعلامية المصرية، وهو في بداية الأحداث يوم الثلاثاء 25 يناير الجاري، لم يكن الإعلام المصري على قدر من المسئولية ولا ألوم على الإعلام المصري المرئي فقط وبل معه القنوات المرئية الخاصة، الكل تعامل مع بداية الأزمة بعدم احترافية وتركوا الساحة إلى القنوات الفضائية المشبوهة لافتراس المشاهدين في داخل الوطن ( مصر ) وخارجه بالدول العربية، كان من المفروض هنا أن يتدخل خبراء الإعلام في إدارة الأزمة الإعلامية، وتشكيل فريق عمل يضم جميع المحترفين في القنوات الفضائية المصرية ومن بينهم القنوات الرياضية،
 أولاً لبث روح الطمأنينة في قلوب المصريين داخل وخارج البلاد، وكذلك الأخوة في الدول العربية.
 ثانياً: لتقديم الحقائق وليس الإشاعات، وتقديم التعليمات ولإذاعة البيانات أول بأول، وإذاعة الأغاني الوطنية والأناشيد التي يتأثر بها كل مواطن مصري وعربي،
ثالثاً: يوم الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة لغاية الساعة الخامسة مساءً تقريباً كان الوضع ما زال تحت السيطرة وفجأة انقلبت الأوضاع بسرعة شديدة وكأننا نشاهد اجتياح أو غزو دولة لدولة أخرى، واستمر الوضع في الإعلام المصري صامتاً، ولم يكن على قدر من المسئولية، ولما كان في حالة غياب الحكومة وصمت كل القياديين كلاً حسب موقعه ومع صمت الإعلام المصري المرئي والمسموع .
رابعاً: خلال هذه الأيام كان من المفروض على الأقل ظهور من يتحدث للشعب وللجمهور على الأقل من الوجوه المعروفة والمألوفة لدى الشعب، ليس لخطف الأنظار ولكن لأن تعلم الأمة ويعلم المواطنون أننا في دولة مؤسسات قادرة على إدارة الأزمات.
صمت الجميع وكثرت التخمينات بما يدور خلف الكواليس وتركت الفضائيات المشبوهة تبث سمومها للمشاهد المصري والعربي وصورت الوضع وكأننا في حالة حرب أو انقلاب أو .. أو .. أو على حسب تفسيرهم وأهدافهم، فمن المؤسف أن تدار الأزمات في مصرنا الحبيبة بهذا الشكل. الكل صامت نائم في غيبوبة وحتى أي ضغوط لا بد من أن نرى من يقدر على إدارة الأزمة. ومع ظهور الرئيس حسني مبارك وإعلانه إقالة الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة بتكليفات محددة، ونزول الجيش مع لمساعدة الشرطة التي أنهك أفرادها من التعب والإرهاق خلال خمسة أيام متتالية واختفاء أفراد الأمن من الشرطة المصرية بهذه السرعة وكأنه سحر وحالة من الهذيان التي أديرت بها الآلة الإعلامية المصرية المرئية والمسموعة واحتلال الفضاء المرئي والمسموع لقنوات وإذاعات غاية في توجيه الرأي العام بأفكار مسمومة محرضة، أرى أن كل هذا وإعلامنا نائم في ثبات، إلى أن قامت الفضائية المصرية وقناة النيل للأخبار بتحمل المسئولية الإعلامية وبث حقائق ما يدور على أرض الواقع لرفع الروح المعنوية لأفراد الشعب التي انتابها حالات الفزع والخوف .. على الرغم من عدم إدارة الأخبار في هذه القنوات بلا احترافية إلا أنه يحسب لهم على الأقل ظهورهم ومشاركتهم ( وأن تصل متأخراً أحسن من أن لا تصل ) في نشر الوعي بين المواطنين والإعلان عن خطوط هاتفية لغرفة عمليات الجيش التي توالت بعد ذلك، إلى أن تنبأ القائمين على الإعلان الرسمي المصري بإصدار قرار بوقف قناة الجزيرة المسمومة والشيطانية، وعلى الرغم من أن هذه القرار أثلج صدور المصريين والأخوة العرب، إلا أنني مصر على أن لم تدار الأزمة بالشكل المطلوب باحترافية في الإعلام الرسمي. كان من المفترض أن تنضم كل القنوات الفضائية بكافة أشكالها الإعلامية والإخبارية والرياضية للتضامن لمساندة الإعلام المصري، وكان من المفروض أن يتوحد الهدف لمحاربة القنوات الأخرى التي كانت تبث أخبار شيطانية ملوثة بدل من الذي ظهر أثناء الأزمة.
 وجدنا القنوات الرياضية مهتمة بالرياضة ونقل المباريات واللقاءات المسجلة، والقنوات الغير رسمية مهتمة بأفلام ومسلسلات وبرامج أخرى وكأنها ليست في مصر ولا يعنيها الشأن المصري ولا الوطن. وإلى أن تنبأ الجميع في اليوم الخامس أو السادس من الأزمة تسابق الكل على تقديم ما كنا نصبوا إليه. حفظك الله يا مصر ولك الله يا مصر