تعليق على مقالة الكاتب مبارك صنيدح
 القرضاوي .. شيخ ثورة 25 يناير
 سعيد مندور
 تعليق على مقالة الكاتب مبارك صنيدح في جريدة الوطن الكويتية يوم الاثنين الموافق 21 فبراير تحت عنوان (القرضاوي .. شيخ ثورة 25 يناير) كتب/ سعيد مندور
 لقد كنت أتصفح جريدة الوطن الكويتية يوم الاثنين الموافق 21 يناير وأثناء تصفحي لها قرأت مقالة تحت عنوان (القرضاوي شيخ ثورة 25 يناير) للكاتب الكويتي (مبارك صنيدح) في صفحة 50 من الجريدة، وهي عبارة عن أربعة مقاطع، وسأسرد لمن لم يقرأها المقطع الأول وهو على النحو التالي: (الشيخ القرضاوي حفظ القرآن قبل أن يكمل سن العاشرة وأكمل تعليمه في الأزهر الشريف وحصل على الدكتوراه عام 73 من كلية أصول الدين وهو الآن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين..
 ويعتبر احد ابرز شيوخ وقادة الإخوان المسلمين تعرض للسجن والتعذيب في العهد الملكي والناصري لسنوات عديدة ومنع من الصلاة والخطابة يوم الجمعة والعيد في مصر من عام 1981 ومنع من دخول مصر في عهد مبارك ويعتبر احد أبرز علماء العصر الحديث وله فتاويه التي كان لها ردود أفعال متباينة خصوصا فتواه بجواز تفجير الانتحاريين لأنفسهم أمام العدو الصهيوني وأنهم شهداء عند الله). وأعتقد أنني أتفق معه فيما كتبه في بداية مقالته، وهو وصف بداية الشيخ القرضاوي في الجزء الأول من مقالته، ولكني لم أسمع من قبل أن الشيخ القرضاوي أمنع من دخول مصر والجميع يعلم ذلك، رغم أنه يحمل جواز سفر للجنسية القطرية، وهنا أحب أن أوضح أن الكاتب أغفل الجزء الأوسط من حياة الشيخ القرضاوي، وأغفل أداؤه وعمله ومواقفه تجاه قضايا الأمة وكيف كان يؤديها وهو مقيم على أرض دولة قطر.
أما المقطع الثاني من المقالة فقد جاء على النحو التالي: (وثورة 25 يناير في بدايتها ويشتعل فتيلها (بالتويتر والفيسبوك) والجماهير الغاضبة تتحدر جموعها من شوارع القاهرة وزواريبها ويولون قبلتهم شطر ميدان التحرير وتتعرض لهجمة شرسة من قوات الأمن والبلطجية ويتساقط الشهداء كان صوت الشيخ الجليل القرضاوي من قطر عبر قناة الجزيرة يهتف في قلوب شباب الثورة يشد من أزرهم ويوصيهم بالثبات وأن النصر على الأبواب ويخوض معهم غمار معركتهم ضد النظام الحاكم في ميدان التحرير والإسكندرية والسويس وبورسعيد والمنصورة وصعيد مصر بصدق مشاعره وتدفق إيمانه بالشباب وثورتهم فلامست حنايا القلوب وبثت فيهم روح الحماس وكان حاضرا معهم من خلال خطب الجمعة الأخيرة في قطر وتبثها شاشات التلفزيون ويوصيهم بالصبر وأن النصر مع الصبر). وأعتقد أنا كذلك أنني متفق معه عن حديثة عن ثورة 25 يناير واشتعال فتيلها ( بالتوتير والفيسبوك) وعن تجمع الجماهير من شوارع القاهرة وضواحيها وليس (زواريبها) لأنني لا أعتقد أن مصر فيها زوارب أيها الكاتب المحترم لأن كلمة زوارب جمع لكلمة زريبة وهي تعني عند المصريين أمكان تربية المواشي والحيوانات، وليست أماكن في داخل القاهرة، ولا أعتقد بأنني ولا غيري يتفق معك في ذلك، وحتى وقولك أن صوت الشيخ القرضاوي جاء من قطر عبر قناة الجزيرة القطرية جاء ليساند ثورة الشباب فأقول لكم أن هذا الصوت جاء متأخراً جداً جداً، وليس له دخل لا من قريب ولا من بعيد بإقامة الثورة واشتعالها وصمودها حتى يسقط النظام في مصر، والدليل على ذلك أن خطاب الشيخ القرضاوي كان قبل رحيل الرئيس مبارك بهامش بسيط من الوقت، وليس قبل أو بداية اشتعال الثورة المباركة التي قام بها خير شباب مصر الشرفاء وساندوهم فيها الآباء والأمهات والأبناء اللذين اجتمعوا جميعاً على المطالبة بالعيش الكريم والحرية والكرامة التي هي أساس الشخصية المصرية، والتي احتضنهم فيها الجيش الباسل الذي قهر أسطورة إسرائيل عام 73، احتضنهم بحنان الأم وحزم الأب.
 أما المقطع الثالث من المقالة فقد جاء على النحو التالي: (والنظام المصري يسجل تنازلاته يوما بعد يوم يوصيهم بعدم القبول إلا برحيل النظام ويحذرهم من خداع النظام الذي ظل متحكما برقابهم طيلة 30 سنة ويوصيهم بالثبات.. وكان معهم من بداية الثورة إلى أن سقط النظام الحاكم وكان لا بد من تكريمه من قبل شباب الثورة الذين اعتبروه شيخ ثورة 25 يناير أن يكون خطيبا في ميدان التحرير في أول صلاة جمعة بعد رحيل مبارك بعد منعه لأكثر من 30 سنة من الصلاة والخطبة في مساجد مصر).
 وأعتقد هنا كذلك أنني متفق معك في أن النظام المصري قدم تنازلات وتنازلات كثيرة، ولكن ليست من أجل أحد غير الحفاظ على شباب الأمة وعدم إراقة دماء الشعب المصري بأكمله، أما عن أن الشيخ القرضاوي كان معهم وكررتها في المقطع الأول وهذا المقطع لتأكد أنه كان معهم من بداية الثورة ولا بد من تكريمه من قبل شباب الثورة الذين اعتبروه شيخ الثورة وجعلوه خطيباً لهم في ميدان التحرير، فأنا لا أتفق معك أبداً في هذه الجملة أو الفكرة أو هذا الوصف، ولكنني لدي تفسير بسيط وأرجو أن تفهمه، أن من لم يعرف ثقافة الشعب المصري ووطنيته وعقيدته فهو مخطأ ويقول ويكتب كما كتبت أيها الكاتب.
فالشعب المصري يقدر الشيوخ الكبار ولهم جميعاً مكانة في قلوبنا ومنهم الشيخ القرضاوي وليس لأنه كان معهم من بداية قيام الثورة وحتى سقوط النظام. فهذا خلط للأوراق، وهنا أريد أن أقول لكم أنه كان من المفترض أن لا يعتلي شيخنا الجليل منصة ميدان التحرير لأنه في تلك اللحظة وتلك الخطبة بالذات خلط بين الدين والسياسية، كما وصفوه البعض. أما المقطع الرابع والأخير من المقالة فقد جاء على النحو التالي: (ويعتبر الشيخ القرضاوي من العلماء القلائل الذين دعموا الثورة ولم تأخذهم في كلمة الحق لومة لائم في حين اختفى بعض علماء الأزهر المعروفين ويشار لهم بالبنان خلف عباءة النظام الحاكم). وأعتقد هنا كذلك أنني متفق معك بأن الشيخ القرضاوي شيخ من مشايخنا القلائل الذين نجل لهم كل الاحترام والتقدير، وكل مشايخنا دعموا الثورة كلاً بطريقته، أما عن اختفاء بعض علماء الأزهر المعروفين والمشار لهم بالبنان خلف عباءة النظام الحاكم، فأقول لك، كما قلت أنكم لا تعرفون ثقافة ووطنية الشعب المصري واحترامه لدينه ولرموزه على اختلاف انتماءاتهم، ولا نقبل أن يذكر لا من قريب أو من بعيد أي ربط عن علمائنا الأفاضل علماء الأزهر الشريف، وهم من حافظوا على الدين والإسلام والوطن في كل العصور، وأوضح هنا أن الشيخ القرضاوي له مكانة في نفوسنا، ومن يستحق لقب شيخ ثورة 25 يناير فهم حقاً شبابنا المخلصين، وليس كما جاءت مقالتك.