بقلم/ تامر ممتاز 
أثار ما حدث من محاولة انتحار مذيع في إحدى القنوات من أعلى أحد الكبارى في القاهرة استياء الكثيرين بسبب رد فعل الجمهور المتفرج والذي لم يكن قط متوقعا.. حيث أقدم المذيع على إلقاء نفسه من أعلى الكوبرى. والتزم الناس الصمت وأخرجوا هواتفهم لتصوير الحدث دون أن يساعدوه على تجاوز الأزمة.
 
صورة صعبة حيث نتوقع دائما في الآخرين الخير وأنه كان يمكن لفرد واحد منهم أن يحاول أن يثنيه عن فعله حتى الحديث معه وإقناعه أن الأزمات ليست نهاية الحياة وأن هناك أملا ما دمنا أحياء هذا ما كنا نتوقعه في المجموعة التي أحاطت به لتصوير المشهد ولم يعد للمذيع إلا رد واحد بعد انتهاء التجربة ربنا يلطف بينا.
 
ماذا حدث.. ولماذا انتشرت حالة اللامبالاة.. لماذا الأنانية؟ لماذا لم نعد نهتم إلا بأنفسنا.. أم لم يعد غيرنا يهمنا طالما كنا نحن بخير فلا يهم ؟!
 
إننا أمام موقف أصاب الكثيرين بالذهول.. فهل إذا ضاقت بفرد منا حياته لا يجد من يواسيه.. بعد أن كان معروفا عنا كمجتمع مصرى التراحم؟!
 
الإنسانية لا تتجزأ والرحمة أيضا ولن يكون للحياة قيمة دونهما.. إننا أمام أزمة حقيقية.. الأنانية أصابت الجيل الحالي من جراء ما شاهد من جحود وضيق ذات اليد والخوف والتزام البيت وعدم الاختلاط بالناس وبدلا من التعامل مع الآخر تعاملنا مع الموبايل الذي أصبح عالمنا الصامت الذي نتفاعل فيه كتابة وليس تفاعلا حقيقيا لذا شعر الناس بالعزلة الحقيقية فالانفتاح يكون في العالم الافتراضي فقط.
 
كنا نتكلم ونتزاور ونتحدث إلى بعض في عصر مضى ثم عندما بدأ التليفزيون في جذب الناس له جلسوا بجانب بعض ينظرون إلى جهاز واحد دون الحديث إلى بعض وبعدها أصبح الموبايل هو كل حياة الفرد وأصبح كل منا يعيش ويتعايش مع جهازه فقط.
فلنعمل الخير ولنوص به أنفسنا قبل أن نوصى به الآخرين .