لقى وافد مصري في الكويت مصرعه وأصيب آخرون، منهم مواطنون في مشاجرة دامية شهدت عملية دهس بالسيارة بشكل رهيب في منطقة حولي، بدأت المشاجرة بخلاف حول سعر «لعبة» كان مواطنون يودون شراءها من مجمع الرحاب التجاري من محل يعمل فيه الوافدون المصريون قبل أن تتطور بشكل رهيب عندما قام أحد المواطنين بالحادثة والجريمة المشتركة.
وأظهر مقطع فيديو صوره أحد الحضور، قيام أحد الشباب بدهس واحد من العمال الوافدين وطالب رواد موقع تويتر بمحاسبة كل من يخالف القانون فيما دافعت مجموعة أخرى عن تصرف الشاب معتبرين أنه دافع عن صديقه وسط هجوم عدد كبير من الوافدين «#هوشه_حولي»، هكذا تم تداول الخبر وتناقلت بعض وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي خبر الهوشة على أنه سلوك يرتضيه الكويتيون إلا أن الحقيقة بعيدة عن ما يتم تداوله، فالجريمة تقع في أي مكان في العالم طالما أن هناك اناساً يتصفون باللاوعي الناتج عن جهل وظروف اجتماعية وعوامل نفسية، وإنا نبرأ الى الله من كل فعل أو قول يدعو الى سفك دماء المسلمين أيا كانت جناسيهم أوانتماؤهم أو توجههم.
وإنا نبرأ الى الله من كل من يقتل إنساناً بغير حق أو ينتهك حرمته أيا كان مبرره، فالكويت دولة عربية دينها الإسلام وهي مركز العمل الإنساني العالمي ودولة القانون والمؤسسات، ولسنا في محل تواري أو غض النظر عن تصرفات فردية وعلى كل فرد تحمل مسؤولياته.
فوضى أدت الى دهس وقتل في الشارع وترويع الناس بالإرهاب ليس طريقا أو أسلوبا للتعامل في الكويت المركز الإنساني العالمي، وليست هذه هي الفطرة ولا الطبع ولا السلوك الذي يتفاخر فيه الكويتيون، ويؤسفنا سماع ما حصل من جريمة نكراء راح ضحيتها وافد مصري اختار العيش الحلال بالعمل والله بيده الرزق وبيده العطاء وبيده الأخذ، ولسنا في صدد التذكير بالمواقف المشتركة والتي تجمعنا ولا تفرقنا مع الشعب المصري الأصيل لتهدئة ما يتم تعاطيه في الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي دون التحكم في المشاعر ومالها من انعكاسات وأثار في النفوس قبل النصوص، وإنما حقيقة ما بين الشعب المصري والكويتي علاقات لا تتحدد ولا توضع في اطار معين وانما هي ميزان متساوي الثقل في كلا الكفتين لما لها من ثمار طيبة منذ القدم، وما حدث حالة فردية تألمنا في حدوثها ولا نرضى بهذه الأفعال التي تم التعامل معها بالقانون، والمقام يحتم على الجميع الاتزان وطلب الحكمة والتريث لا تبادل طرف الاتهامات، ولا ننظر بالتعميم، فلا نملك سوى أن نؤمن بقضاء الله وقدره، وأن نطالب بتطبيق القانون على كل متعد، ولا حول ولا قوة الله بالله.