اكتب مقالي في اليوم الأول من أغسطس ولقد مر علي الثورة المعجزة التي خلصت مصر من النيران الصديقة والغير صديقه ، تحضرني كلمة للزعيم الصيني ماوتسي تونج ( رحلت الألف ميل تبدأ بخطوه واحده للأمام ). يجب ان نتخلص من رواسب الماضي وان نمضي قدما نحو بناء وطن متحضر متمدن حتي نلحق بركب الأمم التي تخطتنا بمئات السنين رغم حدثتها ، لا نريد ان نعيش في الماضي كثيرا ، بل ننظر ورائنا في غضب ، ونمضي قدما بالعمل وتغيير المنظومات التي تبني الأنسان .
 
ان الأستثمار في البشر أعظم استثمار وهو خط البيان لصعود الأمم ، بمجرد نظره سريعه نجد الولايات المتحده التي لايتعدي سنها الحضاري مائتان وخمسون سنه ، تتقدم الركب الحضاري بأستخدامها الجيد للآستثمار البشري سواء بالخلق أو الأستحواذ بالترغيب بكل الوسائل الممكنه ، ونحن اصحاب السبع الأف سنه أن لم نستوعب هذا يفوتنا الكثير . ان تقاعسنا عن الأهتمام بالأستثمار البشري ، اوصلنا لما نحن فيه ، اوصلنا الي مواطنين صالحين ولكن بعقول تتعلق بالوهم ، فان من مظاهر ماحدث في الأوانه الاخيرة اكتشفنا فدح الجرم المرتكب في حق هذا الشعب ، ان التهليل بالله اكبر لسماع احد المدعيين بالدين عندما يروي لهم رؤياه لسيدنا جبريل والتكبير لمدعي اخر لرؤياه سبع او ثمن حمامات علي كتف المحروس ، او التكبير لمدعي ثالث يدعي نوم النبي صلي الله عليه وسلم ، ومعه المحروس علي حجره ثم عند قيام الصلاة يتم تقديم المحروس للأمامه ، هذا كل نتيجة سوء منظومات التعليم وروافدها ، ان بناء العقل والأستثمار فيه هو اكبر غايات الدول المتقدمه وهذا لايتعارض ابدا مع الايمان بالله واتباع الدين . نحن الان وبكل فخر واعتزاز ندفع ثمن ضحالة التعليم وسوء وفساد الحكومات مما ادي الي تغلغل هذه السذاجات الي عقول البسطاء مما جعلنا اضحوكه بل تجرأت علينا اقزام لم تكن تتجرأ يوما علي ذكر اسم مصر في الخفاء، المعاناة تصهر الأمم والأزمات هي التي تعبد الطرق الي الأمام ، ونحن امامنا فرصة تاريخيه ، يمكن ان لاتتكرر في القريب العاجل ، لخلق منظومة ترتقي بهذا الشعب العظيم العريق الذي يبدأ التاريخ من عمق حضارته ، ليبرز باقي الأمم علما وتحضرا ورقيا ، وكفانا بكاء علي اللبن المسكوب ، ان قدرنا بايدينا وتقدمنا بايدينا وتنمية بلادنا بأيدينا وكفانا اهدارا للوقت في مناقشات ومجادلات عفي عليها الزمن ، الأمم تتقدم بالعمل الجاد الدؤوب وباحترام حقوق الأنسان ، والأخلاص للوطن ، ولم نسمع ابدا عبر التاريخ عن امه تقدمت بالجدل والنقاش البيزنطي بل هذه الأمور من اقوي طرق التخلف والتراجع ، انظروا حولكم ستجدوا دول لم تكن علي الخريطة الأ من سنوات سبقتنا لاجتهادها ، ونحن للآسف ليس محلك سير ، بل نتراجع للخلف در ، لماذا لاهدرانا الوقت وعدم الجدية في العمل وعدم الأستثمار البشري الجيد .
 
 عود علي بدأ نملك كل مقومات التقدم ، من هياكل ومصادر دخل اقتصادية ، الي قوي بشريه ، الي ما حبانا الله به من خيرات ، ولكن يبقي العمل الجاد والشاق ، وانشاء المنظومات التي ترتقي بابناء شعبنا وتجعله قوه اقتصادية في عالم اليوم الذي تقاس فيه تقدم وقوة الدول بالقوة الاقتصاديه أنظروا الي اليابان والي المانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، والمثل القريب جدا اندونيسيا ، لسنا اقل ، ولكننا اكسل ، ليسوا عريقون مثلنا ، ولكننا نجادل ولانعمل ، اعملوا ثم اعملوا فان العمل عباده ، ولتكن مصرنا كما كانت عبر التاريخ شعلة حضارة رغم عن انف كل حاقد لئيم ولتحيا مصر عظيمه بشعبها وابنائها المخلصين صلاح الحجري