اذا الشعب يوما اراد.. فلابد
بقلم/ أسامة جلال
ونحن نقف كمتفرجين لما يحدث في مصرنا الغالية بحكم غربتنا نشعر بالحسرة والالم.. نشعر بالحزن والفرح.. نشعر بالفخر والخزي.. شعور متضارب أنهكته سنوات الغربة وساعات العمل الطويلة من اجل لقمة عيش استعصى على وطننا ان يوفرها لنا رغم بساطة مطالبنا وسهولة تحقيق غاياتنا.
واذا ما اراد الشعب يوما ان.. فلابد أيضا ان.. واليوم ونحن نرى الشعب اراد.. فلابد يا حكومة ان تستجيبي.. ويا سيادة المسؤول اعقلها وتوكل.. اي اعقلها وافعلها.. استجب للمطالب وانزع فتيل الازمة واعد لبلدنا وشعبنا الهدوء والسلام.
وما بين تظاهرات سلمية ومعاملة راقية امنية انقلبت على اعقابها وانفلتت.. وما بين شهيدين والبقية تأتي نقولها بكل الم وحسرة.. يا سعادة وسيادة ومعالي المسؤول.. لم تعد الجماهير تستطيع حتى شراء الفول.. فبالله عليك.. حل البرلمان.. والحكومة.. وامم امبراطوريات الفساد.. واقطع دابر الرشوة.. والاستبداد والاستعباد.. والغي بالله عليك الطواريء.. واجعلنا نخرج من هذه المهالك.
افعلها وبسرعة.. فالعودة لصفوف الجماهير المتأخرة عواقبها وخيمة.. نحن لا نقبلها ولا يهون علينا ان نتخلى عن السلام والوئام والعيش والملح.. ولكن الملح الان زاد في طعام الفقراء وانعدم السكر بعد ان غلا وتعفف وتعزز وتعذر ووصل لسبع جنيهات كان يتقاضاها ابي رحمه الله عن اجر شهر كامل كموظف محترم في وزارة التربية والتعليم.
يا سيادة الرئيس مبارك.. عشرة اكثر من ثلاثين عاما لا تهون في ليلة وضحاها.. فالدموع ملأت الجفون.. والخوف يعترينا على امن مصر وشعب مصر وحكومة مصر ورئيس مصر.. فلا تسمع لهذه البطانة الطاغية وهؤلاء العقول البائسة.. حتى لا يستغل الاحداث ضعاف نفوس اذا ما تمكنوا احرقوا بلدنا عن بكرة ابيها ونهبوها اكثر من اساطين الفساد الذين جرفوا الاخضر واليابس في مصرنا الغالية.
يا ريس.. يا بطل الطلعة الجوية الاولى وبطل حرب اكتوبر المجيدة نستحلفك بكل غال وعزيز.. ان توئد هذه الفتنة بقرارات لن تزيدك الا صلابة وحب.. وبطلعة سياسية تضع النقاط على الحروف وتحدد المسافات والاوقات والاماكن.. قرارات تعيد الامور لنصابها وتعيد من افترشوا الارض الى بيوتهم.
ياريس.. مصر عزيزة والشعب غالي عليك.. وكلنا ولاد مصر.. شرطي وعامل.. متظاهر ومناضل.. وطني ووفدي.. ايجابي ومتخاذل.. شجاع وجبان.. حكومة ومعارضة.. فالمطلوب التحرك السريع لحقن دماء.. شهداء.. من الشعب ومن رجال الامن الذين ليس لهم ذنب الا انهم كلفوا بحماية هذه الارض وهذا الشعب وهذا النظام.. وارتضوا ان يكونوا في المواجهة لخمة الوطن والمواطن.
اعذرني ياريس انها كلمات تخاريف اكتبها في الساعات الاولى من صباح اليوم التالي ليوم الغضب بعدما امتلأت رأسي بالاخبار والتقارير واشعر بدوار ما قبل النوم.. لكني اعلم انها لن تصلك لذلك اكتبها ما بين اليقظة والنوم لعل النوم ياتيني واحلم ان المطالب تحققت اخيرا لمواطن اغترب.. يأمل ان يعود لبلاده في اسرع وقت ممكن.. ليتمتع بحقوق المواطنة كاملة وهو يشعر بالفخر والاعتزاز لأنه ابن هذا البلد الحر.. الديمقراطي.