.. لم تحرك ساكنا الرسائل المباشرة: «انزل.. حقك هيضيع»، ولم يستجب «عم محمد.. وعم جرجس» للنداءات المتكررة، وحمل أول يومين للمرحلة الاولى من الانتخابات في الداخل رسالة من الشعب الى الرئيس الذي وثقوا فيه.. وعلقوا عليه جل آمالهم وكل أحلامهم، ولكن ما الرسالة؟ وما هدفها؟ وهل هي رسالة دائمة أم مؤقتة؟ وهل سيتغير الأمر في الإعادة والمراحل المقبلة؟ وكيف تم استغلالها من قبل جهات عديدة؟

.. وضح لكل ذي عينين وعقل أن إقبال المصريين على التصويت في المرحلة الأولى كان دون المتوقع- اللهم الا في «بعض» لجان المصريين العاملين في الخارج- ومن الحديث مع «بعض» من قاطعوا أو «ينتوون» المقاطعة، تعددت الأسباب والفعل واحد، بعضهم أخذ بالفتوى التي أطلقها حاتم نجل الشيخ أبو إسحاق الحويني من «أن الوالد يرى المقاطعة وعدم النزول»، واشتعل التراشق بين «الحوينيين والبراهمة» نسبة للحويني وياسر برهامي.. هدانا الله وإياهم أجمعين.
والبعض من المؤيدين والمقاطعين مع «الجماعة» رأوها فرصة للتذكير بحلم عودة مرسي حتى إنهم بثوا رسالة واحدة نصها: «غالبية الشعب تريد عودة فخامة الرئيس محمد مرسي الى قصر الرئاسة مع كامل الصلاحيات».. وما ذاك إلا أضغاث أحلام لن تتحقق!!
أما أغلب «البسطاء» فقد «شربوا» منقوع «السم بالعسل» الذي «خلطته» بحرفية خبيثة بعض صحف وفضائيات رجال أعمال، كانت رسالتهم أن انزلوا وشاركوا طبعا لكن البرلمان المقبل تم «تجهيزه» مسبقا حتى لا يعيق أداء الرئيس المحبوب، وهأنتم ترون «كل رجال الرئيس» حوله، وخاصة السادة اللواءين سامح سيف اليزل وحسام خير الله.
.. وكانت الرسالة «الخبيثة»: «نزلتم أو لم تنزلوا.. صوتم أو لم تصوتوا.. المسألة محسومة».
أما الهدف منها فهو أن يقول أصحاب هذه الفضائيات والصحف للرئيس: «نحن الذين نحرك الشارع، ونحن فقط القادرون على دعمك إذا أردنا، فاترك عنك معاداتنا واحرص على رضانا.. فرضا الشعب من رضانا»!
أما المواطن المصري فلخصت وجهة نظره صورة بـ 1000 كلمة نشرتها «الوطن» المصرية تظهر كهلا مصريا يحمل أرغفة «الخبز» تحت إبطه ويلقي بورقة التصويت في الصندوق.. وكأنه يقول بوضوح: «الخبز قبل التصويت والانتخابات والسياسة».. وأعتقد وصلت الرسالة!
.. خلاصة الرسالة ان معارضي الرئيس والنظام معروفون.. ومن حقهم المعارضة، فهي أحد جناحي الديموقراطية، أما المؤيدون للنظام في العلن، بينما في السر يدسون السم في العسل، فهؤلاء هم من يجب اتقاء شرهم، واللهم اكفني شر أصدقائي!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

حسام فتحي