جنة خضراء بها كافة عناصر الحياة الخضرة والماء والشمس الساطعة والخير الوفير الذي يكفي صاحبه ويفيض للغير .. مساحات شاسعة .... مئات بل الآف بل ملايين الأفدنة .... تربة وصفها الباحثين بأنها من الناحية الجيولوجية صالحة للإستفادة منها بنسبة مائة في المائة . وقال عنها عالم الجيولوجيا الكبير الدكتور / فاروق الباز .. بأن بها المياه التي تكفي لزراعتها مائة عام ... هذا الحلم راودني في يقظتي عندما قرأت هذا الخبر في إحدى الصحف المصرية والذي فيه يؤكد عالمنا الكبير فاروق الباز أن صحراء مصرية الغربية بها أنهار من المياه الجوفية تكفي لزراعتها مائة عام . فلو تحقق الحلم بزراعة أقصى ما يمكن زراعته من الصحراء الغربية ماذا ستكون النتيجة .... بالطبع ستكون النتيجة جنة خضراء ..... عصب الإقتصاد الأمريكي - أكبر إقتصاد في العالم - هو الزراعة .. فمن الزراعة تنشأ كبرى الصناعات كصناعة الأخشاب والصناعات الغذائية وبدورها الزراعة أساس للتجارة .. فلو أن الشريط الضيق المزروع على حافة نهر النيل بطول الصعيد من الجيزة إلى أسوان تم توسيعه إلى أضعاف ما هو موجود ناحية الغرب بإستصلاح ما يوازيه ناحية الغرب بإتجاه الصحراء ... أليس من شأن ذلك أن يضاعف الدخل القومي والناتج المحلي .. كما من شانه أن ينعش إقتصادنا القومي بل ويوجِد ملايين فرص العمل .. نصبح دولة زراعية تصدر لجميع دول المنطقة يتحسن مستوى دخل الفرد المصري إلى أضعاف أضعافه .. تتحول الصحراء القاحلة إلى جنة خضراء بها المزارع بل والمصانع .. فهي هبة من الله بكل شبر رمل وكل قطرة مياه موجودة بباطنها ولا يوجد بها ما يعوق إستغلالها .. اما أن نبحث عن مصادر أخرى للدخل تحتاج لكثير من المال ونلقي بها على عاتق المستثمرين الأجانب الذين لا يهمهم صالح البلد بقدر ما يهمهم صالحهم الخاص .. فذالك وإن كان به فائدة للبلد إلا أن فائدته لا تقارن ما نتحدث عنه من حلم تعمير الصحراء . عندنا كافة المقومات .. عندنا المساحات الشاسعة والدول تتناحر من أجل زيادة حدودها بل تشن الحروب من في سبيل الأهداف الإستعمارية والإستيطانية . وعندنا أكفأ طاقة بشرية في العالم بحاجة إلى أن توجه وأن تشجع .. أجدادهم بنو الأهرامات وصنعوا أكبر حضارة في التاريخ في كافة العلوم الحياتية والإنسانية بهروا بها أهل الأرض . وعندنا مقومات الزراعة الأخرى من مياه جوفية وتربة إلى حد كبير خصبة كما عندنا الكفاءات العلمية ... فداخل جامعات مصر بكليات الزراعة علماء على أتم إستعداد لتيسير العقوبات في سبيل إنجاز مشروع قومي عملاق يجعل مصر في مصاف الدول المتقدمة يجعلها أكبر المنتجين والمصدرين . مشروع يقضي على البطالة ويوفر السكن ويقضي على الزيادة الغير عادية في أسعار السلع الإستهلاكية ... لو أراد الله التوفيق .. لكان ذلك من حظ شعب مصر العظيم .. فعلى مر التاريخ والزراعة محور الحياة في مصر منذ الآف السنين والشعب المصري يمتهن الزراعة وبرع فيها على غير من الشعوب وعرف جميع أنواع الزراعة .