«سلة غذاء  الامبراطورية الرومانية» هكذا كان يطلق على منطقة الساحل الشمالي الغربي، وهي المساحة الممتدة من غرب مدينة الاسكندرية وحتى ما بعد منطقة العلمين، وصولا الى درة شواطئ الدنيا «البكر».. مرسى مطروح، ومن ورائها «السلوم» على حدود ليبيا الشقيقة.
للأسف.. خسرت مصر فرص تنمية هذا الجزء العزيز والتاريخي والثري من أرضها، لاسباب عديدة اهمها انتشار حقول الالغام التي تمت زراعتها في المنطقة قبل وأثناء وبعد معركة العلمين الشهيرة خلال الحرب العالمية الثانية، والتي تقدر بأكثر من 17.5 مليون لغم تنتشر على مساحة تتجاوز ربع مليون فدان صالحة للزراعة على الامطار الطبيعية والمياه الجوفية، وتنتشر بين العلمين وحتى مطروح غرباً.
ومنذ اربعينيات القرن الماضي، و«حدائق الشيطان» التي زرعها القائد الألماني روميل كخط دفاع ضد قوات الحلفاء تتسبب في ذعر وخوف لقاطني هذه المنطقة من أهلنا البدو، الذين فقد الكثيرون منهم حياتهم، أو أعضاءهم نتيجة انفجار الألغام فيهم.
وبالرغم من حصول مصر، ممثلة في الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام بوزارة التعاون الدولي على جميع خرائط حقول الألغام من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، إلا أن تحرك الرمال بفعل عوامل الطبيعة، قلل من أهمية هذه الخرائط،.. وباءت الجهود المصرية بالفشل في إقناع الدول التي زرعت هذه الألغام، بتحمل المسؤولية المادية والأدبية في إزالتها!
وتحملت القوات المسلحة مسؤولية العمل الخطر، ونجحت في تطهير حوالي 32 ألف فدان، ستستخدم في إنشاء مشروعات زراعية وتنموية في المنطقة أهمها: مدينة العلمين الجديدة، والتي أعلن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب أنها ستصبح «نواة» لمشروع تنمية الساحل الشمالي الغربي المتكامل الذي يهدف لتوطين 34 مليون مصري خلال الـ40 عاماً المقبلة.
المشروع «العملاق»، لا علاقة له بكارثة تحويل أجمل شواطئ الدنيا إلى قرى سياحية تستخدم 60 يوماً في العام على أقصى تقدير، ثم تغلق أبوابها بقية السنة!!.. بل هو مشروع استراتيجي متكامل يعتمد التنمية المستدامة، والتخطيط العلمي ويستحق لقب «مشروع قومي» ينضم الى مشاريع تنمية محور قناة السويس، ليكشف بحق عن فكر جديد.. ومختلف لم نعهده على مدى الـ60 عاما السابقة،.. ويستحق أن نقف «جميعا» وراءه ندعمه ونسعى لإنجاحه.
.. لا يملك أي مصري وطني محب لتراب هذه الارض الا ان يدعو الله أن يوفق كل من يسعى لخير المحروسة وأهلها، وكل من يفكر في مستقبل أكثر اشراقا لأبنائنا وأحفادنا..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
 
حسام فتحي