بعزم شديد وإرادة صلبة أعلن قبوله التحدي ومنافسة الملايين في أهم ماراثون عرفته البشرية، وحالما انطلقت صفارة البداية انطلق البطل المرتقب في العدو دون أن يلتفت لبقية المتسابقين. نعم تعثرت خطواته مرات غير أنه نهض وعاود الجري في المنعطفات والمنحدرات بروح متوثبة واصرار على النجاح حتى بلغ نهاية السباق وحقق الفوز العظيم.

هذا البطل العزوم الجريء المقدام هو (أنتم يا من تقرأون هذه الكلمات)!! فكل إنسان يولد على هذه الحياة هو نتاج نجاح وبطولة وتحدٍ وفوز عظيم. ذلك أن في عملية الإخصاب البشري تسبح ملايين الحيامن (الحيوانات المنوية) عكس التيار نحو البويضة ليحدث التلاقح بين أول حيمن ينجح بإختراق غلاف البويضة فيحدث الحمل وتفنى باقي الحيامن الخاسرة وتمضي نحو العدم.

أنها قصة نجاح ينبغي أن يعرفها كل بائس، تاعس، حزين يتوهم أنه فاشل، عاجز، مكسور، مهزوم، وهو جاهل بحقيقة وجوده وغافل عن ملحمة نجاحه الأولى وبطولته الوجودية وفوزه على ملايين المنافسين من اشباهه والذين يقدر عددهم ب ( 300 مليون)!

نعم .. يتعين على كل من يتوهم الفشل أن يكمل مسيرة نجاحه الأولى، وأن يتذكر بفخر أنه في اول سباق شارك فيه فاز على منافسين كثر يقارب عددهم عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية!