يا أزهرنا الشريف إنها إندونيسيا

قُّدر لى اليوم ان اتناول الشاى مع صديقى الاندونيسى ، وتشعب الحوار بيننا الى أن وصلنا الى محطة مُحزنة فى الحوار ، وهى أنه اخبرنى وبناء على معلومات مؤكده لديه أن نسبة الشيعه فى بلده فى تزايد مُستمر! وأرجع السبب فى هذا الى النشاط غير العادى الذى يقوم به من يتولى أمر نشر هذا المذهب والقادم من الخارج ، وقال ان هناك عوامل كثيرة ساعدت على هذا ايضاً منها إختيار من يقومون على هذا الامر للاماكن الاقل تعليماً والاقل وعياً والاكثر فقراً والجزر الحدوديه (إندونيسيا مجموعه من الجزر) وقال ان سكان تلك المناطق على الرغم من أنهم مسلمون الا إنهم مازالوا يُمارسون بعض العادات الهندوسية التى توارثوها عبر الاجيال ، وذلك لضعف المعرفة لديهم بصحيح الدين ، وقد ساعد هذا ايضاً فى سرعة ويُسر نشر المذهب الشيعى هناك ، وهذا ذكرنى بما كان قد أشار اليه شيخنا العلامه الغزالى فى كتابه (الطريق من هنا...ص69)حين قال(.... ونحن فى ميدان الدعوة الاسلامية نواجه مسلمين زحزحهم الغزو الثقافى عن قواعدهم فهم يتبعون كل ناعق...) وما اريد أن اقوله من خلال هذا المقال هو ضرورة تفعيل دور الازهر الذى على ما يبدو اصبح دوره لا يُرى او انه اصبح محدود للغايه !
 
فكيف لنا ان نعرف مثل هذا الامر ونقف هكذا لا نصنع شئ ، كيف يقبل الازهر هذا ! فى الوقت الذى يعرف فيه جيداً أن العالم الاسلامى كله ينظر إليه بعين غاية فى الاحترام والتقدير ودائما ما ينتظر منه الاكثر والاكثر ، وأن هؤلاء الذين يسعون جاهدين لنشر هذا المذهب لابد من مُقاومتهم وحشد أهل اليقين لحسم شرهم ، وهنا تتجه كل الاعيون الى الازهر فإن هذا قدر الازهر ومسئوليته وعليه ان يقوم بواجبة تجاة تلك المسئولية ، إن إندونسيا أكبر بلد إسلامى وهى دوله فى منتهى الاهمية لنا نحن المسلمون وعلينا جميعاً وعلى رأسنا الازهر الشريف أن نحافظ على صحيح الدين هناك وأن نحفظ ونحمى أهلها من أى غزو ثقافى دينى الهدف منه زحزحتهم عن قواعدهم وصحيح دينهم ، نعم لابد وأن يصبح لنا جميعاً دور فى هذا الامر ويقودنا فى هذا الامر أزهرنا الشريف ولقد تذكرت الان ما قاله ايضاً شيخنا الجليل الغزالى فى نفس الكتاب المُشار إليه سلفاً ( إن السلبية لا تزكى فرداً ولا جماعة ، والامة التى تدور حول مآربها وحسب ، لا تزيد عن أعدادها من الدواب فى الحقول ، أو الوحوش فى الغابات....ص49)..
 
كما تذكرت بيت شعر لشيخنا الجليل العلامة يوسف القرضاوى حين قال ( يا الف مليون واين همو... إذا داعت الجراحْ )يقصد هنا عدد المسلمون الكثير ولكن دون فائدة!! ، على الازهر أن يُرسل قوافل من الدُعاه الى هناك ، وعليه أن يختار هؤلاء الدُعاه بعناية شديدة ، عليه أن يرسل من يريد أن يفعل هذا حباً وليس تكليفاً ، عليه أن يُعلمهم قبل إرسالهم أنه يجب أن تكون الدعوة للأركان المستيقنة ، وأن يبتعد الدعاه عما أختلفت فيه أنظار المسلمين أنفسهم ، وفى القطعىّ ما يُغنى عن الظنىّ ، وفى القرأن وما أُشتهر من السنن ما يغنى عن الغرائب والاراء الاجتهادية المُختلف عليها ، خصوصاً مع مثل هؤلاء البسطاء. أذكر أننى كنت فى منتزه فى إحدى دول الخليج وقد جاءت صلاة المغرب ووقفنا نُصلى وقد تقدم أحد الناس ليؤمنَا ، وهنا ظهر رجل قادم للصلاة فما كان من الامام ألا ان تراجع مُسرعاً وقدم الرجل القادم ، للإمامة وقال الازهر أولى بالامامة ( كان هذا القادم أزهرى وعلى ما يبدو ان الرجل كان يعرفة) وهنا شعرت بقدر هائل من السعادة وقلت لنفسى ياليت قومى يعلمون كيف يُعامل الازهر خارج مصر....
 
ولذلك أنا ادعو الازهر لحمل تلك الراية والعمل من أجلها ، فإن كثيراً من ألاقطار الاسلامية تظهر فيها سطوة العرف أقوى من سطوة الشرع ، وإتباع الهوى أهم من إتباع العقل ، وهنا تأتى ضرورة وحتمية دور الازهر ليتجه الى أمته يعالج عشرات العلل الكامنة والوافدة التى تنخر فى كيانها وتباعدها عن كتاب ربها وسنة نبيها تبقى نقطة أخرى هامة وهى الدولة المصرية ذاتها.. عليها أن تسعى فى جهد للحفاظ ودعم دور الازهر لانه من القوة الناعمة للدوله ، عليها أن تعرف هذا وتعمل من أجله فى كل دول العالم الاسلامى ، عليها أن توجه بث قناة من قنوات الدوله الكثيرة والتى تقدم أشياء لا تُغنى ولا تسمن من جوع ، توجه بثها لحمل رسالة الازهر والتى هى رسالة الاسلام السمحه المُعتدله الى كل دول العالم الاسلامى ، وبهذا تكون قد جمعت بين الحُسنيين ، دعوة الى الله وقوة ناعمة هى فى أشد الحاجة أليها تلك الايام اللهم أحفظ أزهرنا الشريف .... اللهم أحفظ مصر ...أرضاً وشعباً وجيشاً
 
بقلم/ عادل عبدالستار العيلة ......ممرض بالطب النفسى.....28/11/2013