من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات
تذكرت تلك الجملة الرائعه والتى قالها الصديق ابو بكر رضى الله عنه يوم موت الرسول الكريم ، قالها ليُعلم الناس كافة أنه وإن مات صاحب الرساله فإن الرسالة قائمة ويجب العمل من أجلها ، تذكرتها اليوم وانا جالس فى سيارة العمل استمع بإندهاش شديد لحوار بين مجموعة من الزملاء على هل ما حدث فى مصر ثورة ام إنقلاب ، وبدأ الخلاف والجدال وربما الصراع ايضاً ، وقتها تأملت فى هذا الحديث وسألت نفسى أليس الافضل أن كنا استثمرنا هذا الوقت فى مناقشة ما يجب علينا عمله تجاه بلادنا ، تجاه نهضتها ورخائها وكيفية خروجها من تلك القبوه ، أليس الافضل لنا جميعاً الان أن نؤمن بما قاله الصّديق ونفهم ما كان يقصده، أليس الافضل لنا جميعاً الان أن يقول كلاً منا لنفسه أن الاشخاص تزول حتى الانبياء منهم أما ما يبقى هو الرساله والقضية التى يؤمن بها الانسان ويجب أن يعمل من أجلها ، أليست مصر الان هى قضيتنا جميعاً ، بصرف النظر عن الاشخاص ، وبصرف النظر عن الحكام ، أليس الافضل لنا جميعاً أن تنتهى تلك المَكلمة المُستمرة منذ ثلاث سنوات ، أليس فينا رجل رشيد يخرج علينا ويصرخ فينا ويقول لكلا الفريقين من كان يؤيد مرسى فإن مرسى قد ذهب ... ومن كان يؤيد من سياتى بعده فهو أيضاً سيذهب ، ولكن ستظل مصر هى الباقية... أليست تستحق منا أن نعمل من اجلها.. وان نفكر فى مستقبلها ومستقبل من يعيش على ارضها ..
..إن حالنُا الان ايها السادة كحال من إحترق بيته فترك النار مُشتعله وظل يتكلم ويسأل عن من كان السبب فى ذلك!! أليس الافضل أن كان قد أطفئ الحريق اولاً ثم بحث عن السبب؟!
ايها السادة لفت نظرى بشدة كما انه احزنى بشدة اكثر ذلك الكاركتير الذى رُسم فيه رجلين بينها شاب الاول يسأل الشاب هل أنت مؤيد لمرسى ولا كافر!! الثانى يسأل نفس الشاب هل انت مؤيد للسيسى ولا إرهابى؟! وما كان من الشاب الا ان رد على كلاهما بنفس الاجابه( أنا جائع) كما قلت تركنا البيت يحترق ووقفنا نسأل ونتكلم .. هذا هو حالنا اليوم ، ولكن الى متى سنظل هكذا؟! بدأت ارى واقرأ لبعض الناس الذين كانوا مُتعصبون لمواقفهم ..يدعون الى إنهاء تلك الحاله التى نحن فيها ويدعون الى الحركة والسعى والعمل من اجل هذا الوطن ومن ثم من اجل أنفسنا
ايها السادة إن طريقة تفكيرنا إنما هى كما وصفها أستاذنا يوسف إدريس من قبل حين قال ( فكر الفقر وفقر الفكر ) وفى تحليل لأحد أكابر الطب النفسى قال عن نمط وطريقة تفكيرنا إنها يغلب عليها غلبة المشاعر والإنفعالات على المنطق والموضوعية
وايضا اللجوء للقوة أو للهجوم الشخصى للتعامل مع الأفكار بديلا عن تفنيدها ودحض الحجة بالحجة ، كما تحدث عن ضعف ملكة الفكر النقدى : ذلك الفكر القادر على رؤية الجوانب المختلفة لأى موضوع بحيادية وتجرد , والقادر على تجنب المنزلقات الفكرية. لذلك علينا جميعاً السعى لتغير هذا النمط من التفكير والسعى ايضا لتصحيح الكثير من المفاهيم التى نؤمن بها
كما إننا فى حاجة الى بناء الشخصية المنتجة : وهى كما يحددها الدكتور / حامد عمار :
" التى تعمل بجدية , وتستمتع بما تعمل , وتنتج وتدرك قيمة ماتنتجه , ولديها قدرة على الملاءمة بين الغايات والوسائل , وتؤمن بأن الوصول إلى الهدف لا يتم إلا خطوة بعد خطوة, ليكون الهدف الكبير مجموعة أهداف جزئية , كل منها يمثل حلقة تؤدى إلى ما بعدها , ومن تماسك وتتابع وتكامل هذه الحلقات يصل الفرد إلى إكمال السلسلة التى تنتهى به إلى الهدف .
ايها المصريون أقول لكم جميعاً ولكل الاطراف إن مصر تستحق منا الكثير ، إن مصر هى الوطن الذى يجب أن نعمل بجهد وإخلاص للحفاظ عليه ، أقول للجميع علينا أن ننسى الاشخاص ونتذكر فقط الوطن ، نتذكر فقط مصر
حفظ الله مصر.... أرضاً وشعباً وجيشاً
بقلم/ عادل عبدالستار العيلة .....ممرض بالطب النفسى