محمد مرعي يكتب في الشأن المصري

عندما يتحقق الحس الصادق للكاتبة الصحافية

بعد 30 يوماً من «حسافة عليك يا مصر» أزاح الشعب الغمة من فوق القمة

«الشرباصي» عام 1952 وحديث عن «النيل» في ضوء القرآن الكريم

 

 

الزميلة الكاتبة الصحافية علا فجحان هلال المطيري نائب رئيس تحرير مجلة «أسرتي» كتبت في العدد رقم 1568 الصادر في أول يونيو 2013 تحت عنوان «حسافة عليك يا مصر»:

«لا أعرف إذا كان الجميع يعرفون معنى (كلمة حسافة) ولمن لا يعرف فالكلمة تعني خسارة.. نعم «يا خسارة» عليك يا مصر».

وقبلها كتبت الزميلة «علا» تحت عنوان: «مش هي دي مصر».

ونحن نؤكد أن خوف الزميلة علا على مصر ليس غريباً عليها، فهي ابنة فجحان هلال المطيري الذي تطوع دفاعاً عن مصر مع مجموعة من شباب الكويت عندما كانوا يدرسون في القاهرة عام 1956 ضد العدوان الثلاثي على مصر، وهو العدوان الذي شاركت فيه كل من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل.

وهي ابنة عاشقة مصر وأهلها المرحوة بإذن ربها غنيمة المرزوق، وكما تقول الزميلة «علا»:

«كنا دائما نمزح معها ونقول:

«ربعك المصريين» فترد علينا: «والنعم».

وتواصل الكاتبة ان والدتها المرحومة بإذن الله غنيمة المرزوق كتبت «سيمفونية في عشق مصر» ونحن نضيف:

إذا كان فجحان قبل أن يلتقي بغنيمة المرزوق قد تطوع للدفاع عن مصر ضد العدوان الثلاثي عام 1956 فإن غنيمة وهي طالبة تدرس في مدرسة «الجبلة» قامت مع مجموعة من طالبات الكويت بمظاهرة اتجهت لسفارة بريطانيا ترفض العدوان وتدينه.. وقمن جميعا بحملة لجمع التبرعات لإعادة تسليح القوات المسلحة المصرية وتزويد الفدائيين بقناة السويس الذين يقاومون قوات العدوان الثلاثي بالسلاح.

وتواصل الكاتبة الزميلة «علا»:

هناك شيء يجذبك في مصر.. بل أشياء:

{ نيلها.

{ تاريخها العريق والحضارات التي شهدها هذا التاريخ: الفرعونية ثم الرومانية ثم القبطية ثم الاسلامية بمختلف مراحلها وصولاً الى العصر الحديث:

{ مقرئوها: الحصري وعبدالباسط عبدالصمد والمنشاوي.

{ أدباؤها: د.طه حسين، توفيق الحكيم ويوسف إدريس.

{ فنانوها: فاتن حمامة، شادية وأحمد مظهر.

{ مطربوها: سيد درويش، أم كلثوم، عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وأكثر من ذلك شعبها الذي لا يعرف النكد!

}}

إحساس الزميلة الكاتبة صادق.. معبِّر.. أمين، وكلماتي ليست مجاملة، لكنها صادقة، والدليل:

ان ما كتبته الزميلة كان في اليوم الاول من شهر يونيو 2013، وفي يوم الـ 30 يونيو قام الشعب المصري بثورته الشعبية وأصدر أوامره لقائد جيشه عبدالفتاح السيسي ليستعيد نقاء ثورة 25 يناير 2011، ويسقط «الغُمة» من فوق القمة!

وهذه كلمات للزميلة علا تدل على حس صحافي موروث:

«إيماننا بالله كبير أن ترجع مصر أفضل مما كانت عليه، فقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم >ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين<.. وسوف ندخلها بإذن الله قريباً آمنين».

}}

كلمات الزميلة أعادتني الى كتاب صغير الحجم عميق الفكرة، رشيق العبارة، قرأته في بداية شبابي، مؤلف الكتاب عالم جليل من علماء الأزهر الشريف هو الشيخ أحمد الشرباصي، صدرت الطبعة الاولى من الكتاب عام 1952.

وقبل أن نمضي في القيام بعملية «عصير» الكتاب وتحليله أقف أمام قصة الشيخ الشرباصي في الكويت.

فقد جاء الشيخ الشرباصي الى الكويت مبعوثاً من الأزهر الشريف، اكتشفنا هذه القصة ونحن نسجل تاريخ التعليم الديني بالكويت، وذلك بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس المعهد الديني، وفي كتابنا بعنوان «شهود على نصف قرن: د.جاسم الجيماز ومنى الفريح وأنا» وجدنا أنفسنا أمام القصة.. محاور القصة بسرعة شديدة.. أن سمو أمير الكويت المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح استدعى الشيخ أحمد الشرباصي لمقابلته، وقال له:

يا شيخ شرباصي أريد أن أرى أزهراً صغيراً في الكويت، وكان هذا الأزهر الصغير هو المعهد الديني في الكويت.