نداء أوجهه لبعض أصحاب الأعمال في كل مكان أبعث إليهم برساله مهداه إيجازها في هذا القول ... عامل الناس كما تحب ان يعاملوك ..
في عصر الجاهلية عصر الظلام كانت تجارة الرقيق هى التجارة السائده إلى أن جاء الإسلام وقضى على هذه التجارة الرخيصة التى كانت تقضى على حقوق الناس وتفرق بين القوي والضعيف بين الغني والفقير بين الصحيح والمريض عجبت لوجود جمعية عالمية للرفق بالحيوان ونحن بالقرن الواحد والعشرين بالألفية الثالثة وحتى الآن يوجد بعض أصحاب الأعمال وأشدد على كلمة البعض من يعامل العامل الذي يعمل لديه في بيته أو شركته بأقل ما يوصف به الحيوان .. كلا ثم كلا فإنك تجد في بيته كلبا إذا مرض هذا الكلب يبعث به إلى أكبر أطباء الحيوانات والاغرب من ذلك أنه يرسله بالطيارة للعلاج بالخارج وبالوجه الآخر لعملة هذا الرجل إن تعب العامل الذي يخدمه منذ سنوات فإنه يرسله أيضا ولكن ليس إلى طبيب ولكن إلى بلده وشتان ما بين صاحب عمل يؤتي الناس حقوقهم وبين صاحب عمل يأكل على الناس حقوقهم فنداء لكل صاحب عمل لا يغرنكم بالله الغرور فإن كنت قوي وذا سلطة وذا جاه فإن الله قوي جبار
فنداء بقلب صافي لكل صاحب عمل غرته الحياة بأن يتأمل في هذا الحديث عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ َرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيراً فَاسْتَوْفَى مِنْه ، وَلَمْ يُوَفِّهِ أَجْرَهُ "
فعلى كل صاحب عمل رضاه الله أن يرضى عباد الله وأقول له من الأفضل أن تعاني من الظلم من أن تمارسه فإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ... فتعامل مع العامل باللين والسهولة وطيب الأخلاق وطيب النفس ، لأن الإسلام يحث على السماحة واليسر والبشاشة والتبسم وحسن التعامل بين المسلمين ، لأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره لأن من الناس اليوم من يرى العامل على أنه شيء حقير ، وكأنه عبد مملوك له ، يتصرف فيه كيف يشاء ، وهذا مفهوم خاطئ ، لأن العامل والخادمة أتوا إليك بعقد عمل ، إن أعجبك فجد له عملاً عندك ، وإلا فأعده إلى بلده معززاً مكرماً ، ونحن كدولة إسلامية يجب أن نكون خير سفراء وممثلين لهذا الدين ، يجب أن نتعامل مع الأجير والعامل بالسماحة في جميع صور الحياة
من أصحاب الأعمال من يجعل العامل يعمل أكثر مما هو مطلوب في العقد المبرم بينهما ، فينهكه في العمل ويتعبه ، حتى يكره حياته ، وربما وصل حاله إلى الضيق والهم والكره والاستنفار ، بسبب هذا العنف والجبروت والقسوة في التعامل ، ومن الكفلاء وأصحاب الأعمال من تمتد يده إلى العامل فربما ضربه أو أهانه ، ، فالإسلام دين رحمة ورأفة وشفقة ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فسيرته مليئة بمواقف الرحمة والعطف ، حتى قال الله عنه : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }
ونرجع إلى عصر سيد المرسلين ونتأمل في هذا الحديث الذي رواه خادمه
فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ ، لاَ وَاللَّهِ مَا سَبَّنِي سَبَّةً قَطُّ ، وَلاَ قَالَ لِي : أُفٍّ قَطُّ ، وَلاَ قَالَ لِي : لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ لِمَ فَعَلْتَهُ ، وَلاَ لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ أَلاَّ فَعَلْتَهُ "
وانصح هؤلاء بمقولة أسلافنا السابقين في لحظة تشعر أنك شخص بهذا العالم .. بينما يوجد شخص في العالم يشعر أنك العالم بأسره ...
وأنهي مقالتي بكلمات الشاعر
لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا
فالظلم اخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم