محمد مرعي يكتب:
وجهة نظر في: الشأن المصري
لماذا لم يصدر قانون منع المظاهرات في الشارع المصري حتى الآن؟
ثورة 19 شكلت "البوليس الوطني" لمنع المتظاهرين والمظاهرات
عندما يكتب كاتب كبير بحجم الشاعر فاروق جويده نقبل كلماته بالتقدير.. لأنه يكتب بموضوعيه وعدم انحياز إلا للحق والمنطق.
لذلك احترمت ما قاله بشأن "الشأن المصري" في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 الشاعر فاروق جويده، ونحن نوافقه، يدين "حالة الارتباك في القرار والسلوكيات" إلى جانب إدانته لـ" عدم الحسم في مواقف وقضايا لا تحتمل التأجيل أو المساومة" وعندما يؤكد فاروق جويده، ونحن نوافقه، أن أبرز المواقف التي تثير الخوف:
"عدم إصدار قانون يمنع المظاهرات بشكل كامل" ويقضي "بـ" فض المظاهرات بقوة القانون" و"فرض عقوبات مشددة بقوة القانون" على المظاهرات والمتظاهرين.
ويؤكد فاروق جويده، ونحن معه أن القانون موجود في مكاتب المسئولين في الحكومة" فلماذا لم يصدر حتى الآن لنعيد للشارع المصري انضباطه واستقراره؟
&e633;&e633;
وبالمناسبة تقول وثائق ثورة 1919 أن مصر شهدت عدة مظاهرات سلمية في أعقاب إلقاء قوات الاحتلال البريطاني القبض على قائد الثورة سعد باشا زغلول ومعه ثلاثة من أركان الثورة وهم محمد باشا محمود وإسماعيل باشا صدقي وحمد باشا الباسل.. تمهيدا لنفيهم إلى جزيرة مالطة.
لقد كانت المظاهرات كما سبق القول سلمية وأضرب طلاب مدرسة الحقوق رافضين الدراسة ورفعوا شعارهم: " لا ندرس القانون في بلد يداس فيه القانون"
&e633;&e633;
من الغريب أن يتعرض المتظاهرين في ثورة 1919 لإطلاق الرصاص كما حدث مع المتظاهرين من ثورة 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013 من نوافذ وشرفات المنازل ومن فوق أسطحها.. لكن مع فارق.. الذين أطلقوا الرصاص في ثورة 1919 كانوا من جنود الاحتلال الإنجليزي وبعض المتعاونين معهم من الأرمن بينما الذين يطلقون الرصاص على المتظاهرين المصرين في ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013 هم مصريون يقتلون مصرين!!
&e633;&e633;
ومن الغريب أيضا أن المظاهرات والمتظاهرين في ثورة 1919 وثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 وهي مظاهرات سلمية تعرضت لعمليات قام بها "البلطجية" الذين اعتدوا على المحلات والمؤسسات والشركات والشخصيات.
وقام الطلاب المتظاهرين سلميا بإصدار بيان أدانوا فيه أعمال البلطجة وجاء فيه:
إلى الشعب المصري الكريم:
يستحلف طلبة المدارس العليا – الكليات – جميع مواطنيهم الأعزاء باسم مصر البلد الأمين أن ينفذوا ما يوجهونه إليهم من الرغبة الشديدة في إلتزام الهدوء والسكينة التامة.. أن مركز مصر يتطلب ذلك ممن كان مصريا صميما أن يلبي الدعوة الصادقة.
وقال البيان:
الذي يلجأ إلى ما حدث مما يؤسف له فنحن بريئون منه وكذلك مصر وكل المصرين.
واستمرار لرفض البلطجة قام المتظاهرون بتكوين جماعات لحفظ النظام أثناء المظاهرات سميت هذه الجماعات بـ" البوليس الوطني" وأسندت قيادتها إلى الشيخ مصطفى القاياتي أحد علماء الأزهر الشريف وأحد خطباء ثورة 1919.
&e633;&e633;
فهل يحدث هذا في الشأن المصري الآن؟