بطل من ورق

بقلم : محمد جمعة:

ليس هناك اسهل من خداع شعب مخدوع منذ ثلاثين عاما ، مبتور الحلم فاقد الامل يركض في دائرة مغلقة تفتح عند انتهاء رحلته في الحياة ، أمة على هذا الدرب تستطيع ان تقنعها بسهولة ان العيش في كنف الفقر افضل له لأنه سيكون بوابة عبور الانسان الى الجنة اقتداء بمقولة الفنان عادل امام  في مسرحية "الزعيم" "الشعب لابد ان يكون فقيرا ،الفقراء يدخلون الجنة" ،  وان توهمها بان مشروعك السياسي وراءه هدف عظيم نبيل هو اعلاء راية الإسلام ، وعندما تصل الى السلطة احنث بكل وعودك وسيهللون لك ايضا عندما تخدعهم للمرة الثانية بدعوى انك محارب من النظام السابق الذي كنت جزء منه وارتضيت ان تكون "اراجوز" يمثل دور المعارضة في مسرحية الديمقراطية الهزلية التي قدمها نظام مبارك.

 

شعب متعطش لبطل يقوده لتحقيق اي بطولة غير الأمم الافريقية التي تكفل بها منتخبنا على مدار سنوات ، الهدف هذه المرة مختلف فقد اقنعتهم الجماعة بأنها تتطلع لرفع راية الإسلام - وكأن مصر دولة كافرة كما قال مرشدهم منذ سنوات - فكان من الطبيعي ان ينقاد خلفهم كل جاهل فقير بسيط محدود الفكر مؤمن بهدف ظاهره النبل وباطنه الخبث ، كان من البديهي ان يحمل هذا البطل الورقي على اعناق اناس فقدوا القدوة وبحثوا عن البطولة في وعود الجماعة الزائفة ومشروعهم النهضوي المثير للشفقة فالتفوا حول رئيس توسموا فيه خيرا ولكنه خذلهم ومازالوا لا يدركون.

 

تلك التركيبة المعقد لن يجدي معها استخدام القوة لاسيما اتباع المعزول في القرى والمناطق النائية ممن تعرضوا لعملة غسيل مخ ليس امام الحكومة المصرية سوى تعرية قيادات الاخوان وان لم يجد ذلك نفعا فالحوار مع البسطاء و المغيبين وتوعية الناس بحقيقة المخطط الإخواني لتدمير مصر خصوصا وان من تبقى من قيادات الجماعة يحاولون تصدير فكرة تعرضهم للقمع ، الفكر وان كان مشوها لا يواجه بالسلاح فقط يا سادة لان ذلك سيوسع الفجوة بين المعسكرين وارتفاع حصيلة القتلى من الجانبين سينمي الكره والحقد وتأخذ الامور منحى الانتقام وعندما تتلاقى الاحقاد ترفع الاسلحة ويسقط الضحايا ولن يجدي صوت العقل نفعا حينها.

 

لتضرب الدولة بيد من حديد لتوقف كل من يحاول زعزعة استقرار البلاد ولتغلب صوت العقل والحوار مع البسطاء فالسلاح وحده لن يحرر آلاف العقول التي تعرضت للغزو الإخواني وعشش فيها الفكر الإقصائي وأصبحت لا ترى إلا مرسي البطل.