لايخفى على أحد الأطماع الأمريكية والإسرائيلية وحلفاؤهم ورغباتهم المريضة
فى الإستحواذ على المنطقة العربية ونهب خيراتها وثرواتها , ومايتم فى
الخفاء من مؤامرات وإتفاقيات وخطط لفرض سيطرتهم عليها ومحاولة تقسيمها الى
دويلات صغيرة ضعيفة تغلى من الداخل بفعل الإنقسامات والفتن التى إبتدعتها
أمريكا وأسستها ودافعت عنها بإستماتة لضمان إستمراريتها وتقويتها من خلال
دعمها المادى والمعنوى لكل الخوارج والجماعات الإرهابية التى تسعى لأن يكون
لها دور سياسى بارز فى المنطقة لتحقيق حلم الشرق الأوسط الجديد الذى تحلم
به أمريكا وإسرائيل .
فى أول الأمر كان الإحتلال إقتصاديا للتحكم فى إقتصاد الدول العربية
ومعرفة مصادرها جيدا بما يتيح لهم نهب ثرواتها فتأخذ منه ما تأخذ وتقذف
بالفتات لحكامها وشعوبها ثم تكبلهم بالديون التى يعجزون مع تدهور الأوضاع
فى بلادهم على تسديدها فيزدادون ضعفا ويزدادون إحتياجا الى مساعداتها فتتسع
دائرة الطلبات والرغبات الامريكية ويزداد سقف التنازلات العربية طلبا
لحماية أكبر دولة فى العالم لها ولكن مع مرور الوقت أصبح هذا الإحتلال غير
مجديا وكان عليهم التفكير فى طريق أخر لتحقيق حلمهم بطريقة أسرع فتدخلت
عسكريا فى عدة دول مثل العراق وليبيا وحاليا يتم التخطيط للتدخل العسكرى فى
الأراضى السورية بحجة إستخدام النظام السورى للأسلحة الكيماوية ضد
المدنيين العزل .
وتذكرنى الإدعاءات الأمريكية بوجود كيماوى فى سوريا بسيناريو السلاح النووى
فى العراق وهى نفس التصريحات والمؤامرات والخطط التى تدبر فى الغرف
المغلقة ونفس التحركات حيث عقد قادة عسكريون من الولايات المتحدة وحلفائها
في أوروبا والشرق الأوسط اجتماعا في الأردن قد يعتبر مجلس حرب وقد يقررون
إعلان الحرب على سوريا دون أن يتأكدوا بالفعل من وجود سلاح كيميائى بسوريا
أم لا كما فعلوا بالعراق ودون أن ينتظروا حتى الإطلاع على ماتوصلت اليه فرق
التفتيش الدولية من نتائج بهذا الخصوص وبعد أن دمروها يتضح أنها لم يكن
لديها سلاح نووى وأنها مجرد شكوك وظنون فالى متى سيتعاملون مع الشعوب
العربية بهذا الغباء أفكلما تعرض الرئيس الأمريكى لمشاكل فى رئاسته لبلاده
وضعفت شعبيته بين مؤيديه يلجأ الى عملية عسكرية يثبت بها قوته وقوة حلفاؤه
ليؤكد للعالم أنه مازال قادرا على إدارة بلاده وبلاد العالم كله ألا تتفقون
معى بأن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول مزاعم استخدام
الجيش السوري لسلاح كيميائي، "انفعالية بشكل غير مبرر". ولماذا هذه العجلة
فى عقابها فموقف الغرب حيال سوريا خلال فترة العامين ونصف الماضية كان يحيط
به التردد العميق إزاء الانخراط في الحرب الأهلية في سوريا؛ إلا أنه خلال
الأيام الأخيرة تغير الوضع بشكل كبير إزاء القيام بعمل ما في أعقاب الهجوم
بالأسلحة الكيميائية شرقي العاصمة دمشق، حيث بدأ الرئيس الأمريكي باراك
أوباما بالتفكير في معاقبة نظام الرئيس بشار الأسد.
إذن العراق وليبيا ثم سوريا وماذا بعد ؟؟؟؟ لم يبقى أمام الإدارة الأمريكية
إلا عقبة واحدة أمام تحقيق حلم السيطرة المريض على المنطقة فإذا سقطت مصر
سقط الوطن العربى كله فلا تتخيلوا أن فكرة ضرب سوريا ستكون أخر قرارات تلك
الدول ولكن توقعوا أن الضربة القادمة ستكون لمصـــر بعدما فشلت فى تدعيم
الحكم الأسلامى فيها من خلال حليفها المعزول محمد مرسى وجماعته وبعد أن
إنكشف الغطاء على أكبر مخطط كان يهدف النيل من سلامة وإستقرار مصر على
ايديهم , وستستمر فى التدخل فى الشئون المصرية الداخليه بدعوى الحفاظ على
حقوق الإنسان التى لاتراعيها هى فى بلادها بمساعدة جماعة الإخوان المسلمين
الفاشلين وبدعوى حماية الشعب المصرى من الإنقلاب العسكرى ومن العنف غير
المبرر مع المعارضين له حتى تتاح له فرصه التدخل العسكرى فى مصر .... فلا
يجدى الأن اللجؤ الى الصمت ومتابعة الأحداث التى تجرى فى سوريا لننتظر
تدميرها مثلما تم تدمير العراق وليبيا قبلها وبنفس المزاعم الامريكية
فالصمت الأن هو خيانة عظمى لعروبتنا .