أن نقصت مياه النيل .. فدمائنا هي البديل !! بقلم/ إسماعيل عبد الهادي,, في البدء أود أن انوه إلى أن عنوان المقال ليس من عندياتى ولكنه تأليف الشاعر.. أقصد الدكتور/ محمد مرسي – ومهنته رئيس الجمهورية – والذي احتار أمري في أمره وربما حيرة أمري لا تقتصر عليً وحدي فالأمة بأسرها طاش صوابها وحار دليلها في هذا الرجل الذي لم تعرف له مصر نظيراً أو شبيهاً أو مثيلاً .. فكلماته من خلال لقاءاته أو خطبه التى يلقيها لاسيما في أشد الأمور تعقيداً تجدها وكأنه منفصل عن الواقع منبت الصلة عما يدور حوله عديم المستشارين في كافة المجالات والذين من واجبهم أن يبصرونه ويوجهونه رغم إيهامنا بأن من يقوده هم جماعة الإخوان المسلمين ومن يوجهه ويوجههم هو مرشدهم ومع ذلك أرى أنه ليس له مرشد أودليل أو موجه! فرئيس الدولة الذي يُترك هكذا في حديثه إلى شعبه أو إلي العالم بأسره..العيب حتماً ليس فيه ولكنه فيمن هم يتولون أمر ظهوره في أبهى صورة شكلاً وموضوعاً وكتابة وإلقاءاً فلكل رئيس أو ملك حاشية تلمعه وتجهزه وتعده قبل الخروج على الأمة وتضع له النقاط لاسيما إذا كان ممن لا يعرفون الإرتجال أو يتوهون عند الخروج عن النص كي لا يكون مضحكة أمام العالم قبل أن يكون مستهجناً من رعيته. فالرئيس محمد مرسي منذ أن قام بحلف اليمين أمام أكثر من جهة في الدولة وهو يثير الكثير من علامات الأستفهام حوله ثم توالت بعد ذلك كلماته التى تثير السخرية لدرجة أن الإعلامي باسم يوسف جعلها مادة اسبوعية دسمة تضحك الناس وكأنها مسرحية كوميدية إلي الحد الذي ظننت في كثير من الأحيان أن ما يقوله مرسي ويعرضه باسم يوسف عبارة عن فيديوهات مركبة من صنع القائمين على برنامج " البرنامج " ولكن بالبحث تأكدت أن ما يعرض أقوال حقيقية لمحمد مرسي أمثال "إن مات القرد القرداتى يشتغل إيه"! و" أنا عارف كويس أوى مين بيقول إيه إزاى عشان إيه"!
 
وغيرها من مصطلحات غريبة لا يجوز أن تخرج من أعلى مسئول في الدولة أياً ما كانت الإرتجالية والتعبير المطلق عما يجول بالخاطر. والخطاب الأخير لمحمد مرسي – بصفته رئيس الدولة – والذي نقلت منه عنوان هذا المقال "إن نقصت مياه النيل نقطة واحدة فدماءنا هى البديل"! فنتسأل في ظل تلك الظروف الهامة من التفكير الجاد للإثيوبيين في بناء السد ما هو المعنى والمغزي لهذه العبارة المبهمة؟ هل هى تورية عن إعلان حرب وأن من يريد أن يحجب عنا مياه النيل ولو نقطة واحدة فابدماءنا سنحاربه لإستعادة حقنا كما كانوا يقولون زمان" بالروح بالدم نفديك يا زعيم" ولما تم بهدلة الزعيم وسحله على الملأ لم يجرؤ أحد على حمايتة ولو بقطرة دمع وليس بنقطة دم! فنحن العرب هواة الشعارات الجوفاء التى تخلو من المضامين وبمعنى أوضح " هجاصين " إنفاعلين للحظة والتو ثم نغفو إلى أن يوقظنا حدث جديد فنعاود الكره بنفس المفهوم المعيب وبذات الترديد. وما يحدث من ردود فعل الساسة الإثيوبيين وأخرها تصريح سفير اثيوبيا في مصر يوم الأربعاء الموافق12/6/2013م عبر إذاعة ال بى.بي.سي لا يبشر بخير بل يؤكد على أن إثيوبيا عازمة وبجدية على بناء السد ولا عبرة لما تبديه مصر من إعتراضات فلتذهب أدراج الرياح!وتلاحظون أن من يدلى بهذه التصريحات هو سفير إثيوبيا الذي يمثلها داخل مصر وصرح به عقب خطاب مرسي مما يعنى قمة التحدي وقمة الجليطة الدبلوماسية فلو كان حدث ذلك في زمن أى من الرؤساء السابقين لكان تم طرده في الحين وتلقين تلك الدولة الإفريقية درساً لن تنساه وليس شرط أن يكون بإعلان حرب فنحن لسنا دعاة حرب إلا إذا ما كان أخر البدلائل وأفضل الأطروحات فهناك ذكاء سياسي للحاكم يتبلور من خلال الشخصية والحنكة والدربة والدرايا ومن خلال من هم حوله من مساعديه وليس بالكلام المنظوم الذي كان يصلح في زمن الستينيات وكان يقابل بتصفيق حاد وترديد أجوف من الناس البسطاء"سير ونحن وراءك يازعيم"!!
 
فهذه الشعارات لا تصلح الآن في زمن الوعي الشبابي وإنفتاحهم على العالم عبر وسائل تكنولوجيا حديثة إن لم نحسب لها حساباً لأنفصالنا عن واقعنا وأصيبنا بإنفصام في الشخصية وصرنا اضحوكة لإعداءنا قبل أصدقاءنا فالعالم يتحرك من حولنا حركات ذات إيديلوجيات معينة تصب في مصلحتها ومصلحة شعوبها مع قلة الشعارات الجوفاء والأقوال التى لاتسمن ولا تغنى من جوع تصدر من المسئولين بلا وعي وبلا دراسة لمجرد إثبات الذات للمسئول وبمثابة تنويم مغناطيسي ليمر الحدث الجلل والناس يغفون في سبات عميق وحينما يفيقون يكون قد حل الخراب ويأتى مسئول آخر ليقول ورثتها هكذا فماذا أنا فاعل دعوني اصلح ما أفسده السابق وهكذا ندور في حلقة مفرغة عمادها الشعارات لا العمل الجاد.