أنظمة أتت ورحلت عن مصر، ولم تنهض مصر.. نعم.. مازالت البطالة تزداد يوماً بعد يوم، تضاعف الفقراء في البلد، لم يظهر شيئاً واحداً يفرح له القلب، بل بالعكس دمعت العين على مصر، على ما هي فيه وعليه. جاء إلى مصر النظام الأخواني. وفرح بعض من الشعب على أساس أن يكون هناك تغيير، لكن للأسف لم تظهر أي بوادر تسر ولو مصري واحد، ولم تحل مشكلة واحدة على الأقل، وسنحت لهم الفرصة على حل أي مشكلة، لكن للأسف تراجعنا في العد التنازلي العالمي على مكانة مصر. أتى الأخوان.. وتطاول البعض منهم على مؤسسات الوطن، كالأزهر والقضاء والجيش والشرطة، والتخبط في هذه المؤسسات وزعزة الاستقرار داخلها. هذا لا يمن عن الوطنية المصرية والإنتماء للبلد. على مدى 7000 حضارة مصرية لم يجرأ أحد أو يلفظ أو يعبث بهذه المؤسسات والتطاول عليها، إنها العمود الفقري للبلد. لم يجرأ أحد على الوقوف أمام شيخ الأزهر، لم يجرأ أحد بقذف الحجارة على أي أحد من الجيش أو الشرطة، لم يجرأ أحد بتنحي أي قاضي، هذا هراء وعراء. شاهدوا يامن تطاولون على هذه المؤسسات، كم من بلد راح.. وضاع.. وفُقد بسبب التدخل في شؤون هذه المؤسسات. يا من تحاربون مؤسساتنا شاهدوا كيف انتصرنا في حرب أكتوبر، بالإيمان الصادق، والعزيمة القوية والوطنية الواحدة والهدف الواحد.
يقول رسولنا (صلى الله عليه وسلم): (المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى). يا من تريدون العبث بمؤسساتنا.. انشروا الأمن والاطمئنان في الأرض، كنوا أبناء الأم والأب الواحد، كونوا على مستوى الإنسانية الجمعاء. سيظل الأزهر والقضاء والجيش والشرطة تاج على رؤوس المصريون يفخروا بهما حيثما ذهبوا، وحيثما كانوا. إن الواجب الوطني يحتم عليك أن تخدم وطنك بإخلاص، تعمل على رفع مستوى حياة الناس، النظر للفقير قبل الغني. شبعوا البطون الجائعة وانشروا الخير والأمان. راعوا ضمائركم مع ربكم وأنفسكم. كونوا العيون الساهرة لحماية الأمن والأمان، ساعدوا مؤسساتكم بدلاً من التخريب فيها، تضامنوا في إظهار أي خطر يهدد الوطن. اعلموا أيها المخربون وتعلموا أن المواطن هو أساس بناء الدولة، فلابد من العلاقة القوية بين الأجهزة الأمنية والمجتمع لمنع الإنحراف والجريمة. وتعاونوا على مساعدة المؤسسات حتى تقوم بإحداث الاستقرار. يا من تسول لكم أنفسكم بالتجرؤ على مؤسساتنا، افعلوا شيئاً لمصر، انهضوا بالوطن وكفى ما جرى له، خذوا بأيدي شبابنا وعمروا هنا وهناك، ساعدوا الفقراء والمساكين.
اعملوا شيئاً يستفيد منه الوطن، ومن خلفه أولادكم وأحفادكم حتي يذكركم التاريخ ولو لمرة واحدة. حماك الله يا مصر
بقلم: محمد شوارب كاتب حر
mohsay64@gmail.com