كنت في سفر بالأمس لإحدى المدن أنا والعائلة وتم قطع الطريق من قبل (بلطجية) أشعلوا النيران في أطر السيارات مما أدى إلى فزع شديد في المسافرين وخصوصا الأطفال والنساء فاضطررنا للرجوع من حيث أتينا , ثم عاودنا المحاولة بعد وقت من العودة فتم فتح الطريق ثم أغلق بعد دقائق في مكان آخر وكان أكثر سوءا, واضطررنا للعودة من جديد بشكل سريع جدا خوفا على النساء والأطفال .
لا يمكن وصف شعورنا وشعور المسافرين في هذا الحدث, الا ان الشعور بعدم الأمان كفيل بإفساد الحياة على أي انسان بشكل كامل وتعطيل كل حركاته وطاقاته وربما تحوله إلى شخص آخر. والآن ياسيادة الرئيس ... لمن نشتكي فقد الأمان؟! أرجو من سيادتكم أن تدلني على من أطالبه بتحقيق الأمان للناس فورا . أهو رئيس الوزراء أم وزير الداخلية أم المخابرات أم الأمن الوطني أم وزارة الدفاع , ولكن سيدي الرئيس من يوجه هؤلاء الناس ويحاسبهم ؟؟ أليس سيادتكم؟
لقد أعطيتك صوتي عندما علمت أنك تحفظ كتاب الله وقلت أنك ستتقي الله فينا, قلت في نفسي أنك ستكون مثل سيدنا عمر عندما قال ( لو تعثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني ربي عنها, لم لم تمهد لها الطريق ؟ ) أعطيتك صوتي لأنك ظُلمت وسُجنت وذقت مرارة الظلم فلن تظلم ولن تتهاون في حق مواطن ولن تقف متفرجا على معاناة الناس, بل ستفزع لها كفزعك خوفا من سؤال ربك لك عمن ولاك عليهم, عن مريضهم وفقيرهم وضعيفهم وخائفهم. أعطيتك صوتي غير نادم ولا آسف, ولكني عاتب وخائف, فأما العتب فمما اراه في بلدي من فوضى وانحطاط أخلاقي وفقد للأمن والأمان وغياب للقانون وانتشار لمحلات الخمور وظهور للباطل على الحق, وانقسام وتشرذم وسواد للقبح . وأما الخوف فإني أخاف أن أفقد الكلمة التي لك عندي فلا يكون لها بديلا إلا الكلمة التي عليك, وأبحث عن دفوعي عنك فلا أجدها إلا حسرة وندم على اختياري لك,وإني لذلك لكاره . أعلم أن تركة الفساد كبيرة وعميقة , وأعلم أنك تتحمل من الإعلام من بذاءات ما لا يتحمله انسان, وأعلم أنك أنجزت الكثير الحسن, وأعلم أن أعداءك وأعداء هذه الأمة لا حصر لهم, وأعلم أن قلبك عامر بالخير, وأعلم أنك تتألم لألم الناس, وأعلم أن ما أنجزته من خطوات على طريق العلم والصناعة والاستثمار والزراعة كبير وجميل ستأتي ثماره باذن الله. لكن يا سيدي كل انجازاتك عندما افقد الأمان أنا وعائلتي لا تساوي عندي شيء .
لاتساوي عندي شيئا يا سيادة الرئيس وأنا معطل الفكر كل ما يشغلني هو أن أكون آمنا وعائلتي تعيش في أمان وسلام بلا خوف ولا فزع. حقي عليك أن أطالبك بتحقيق الأمن, أنا لست آمنا يا سيادة الرئيس, والناس خائفون معطلة حياتهم وأعمالهم بسبب غياب الأمن , فماذا نفعل؟ ولماذا لم يحاسب المجرمون على جرائمهم ويخرجون منها بلا عقاب, ولماذا لم يتم القبض على المشاغبين والبلاطجة الذي يروعون الناس رغم أن أسماءهم معروفة لدى الداخلية والمؤسسات الأمنية؟ فإن كانت هذه الأجهزة فاسدة ولم يكن لسيادتكم عليها سيطرة فنرجو من سيادتك أن تعلن عن هذا حتى تبريء نفسك أمام الله وأمام الناس, أو استقيل سيادتك فالمسألة تتعلق بأرواح الناس ومقدراتهم , وتتعلق بسؤال ربك لك وأنت مسئول أمامه عن هذه الرعية ؟ لماذا يا سيادة الرئيس الرقابة مفقودة في كل المؤسسات ولا حسيب ولا رقيب والكل يفعل ما يشاء ؟
كيف تنفع النهضة العلمية في دولة تنتشر فيها محلات الخمور؟! بماذا تنفع النهضة الاستثمارية في أمة لا تشعر بالأمان؟! بماذا تنفع النهضة الزراعية في أمة تنحط أخلاقيا وفكريا بممارسات يقودها حفنة من أشباه الرجال على مرأى ومسمع من فضيلتكم ؟! يا سيادة الرئيس .. دافعت عنك كثيرا ومازلت, ولكني لا أجد مبررا لما نراه وما ذكرته لسيادتك, أخاف أن التزم الصمت وأنا أسمع بأذني من يسيء إليك, أخاف أن أهاجمك يوما وأطالب بإقالتك لأنك تعجز عن تحقيق الأمن للناس . سأنتقد سيادتك وأنا أعرف أن حقي عليك أن أسألك , وحقك عليا أن أكون مهذبا التزم حدود الأدب في حديثي مع سيادتك, سأنتقدك وأنا مشفق عليك من هذا الهم الذي تحمله, وهذا العبء الثقيل, ولكنها دولة وأمة, ولا نريد منك صلاة ولا قرآنا ولا قيام ليل فهذا كله لك , وبينك وبين ربك , وجميل أن تكون تقيا,ولكننا لانريد حاكما تقيا عاجزا , وإنما نريد حاكما يحقق العدل والأمن والأمان والرخاء والرقي للناس - وإن كان فاجرا.