رغم انني لست من انصار المخلوع حسني مبارك، ولا من انصار انصاره وحزبه المدحورين ،الا انني عندما رأيته في القفص ظننت ان الايام عادت الى سابق عهدها وكنا في حلم ، ظننت انه الرئيس وانني انا شخصيا كنت في برهة من النوم اوثنة منه،حضر مبارك وهو في قمة السعادة ، ليس لانه شعر يقينا انه اقترب الى حد كبير من طريق البراءة،بل لانه شماتة مما يحدث في مصر وظن ان البلد دونه لم يحرك ساكنا واظنه صدق ،شماتة لان البلد لم يتحرك خطوة واحدة الى الامام، لان البلد تراجع الى الوراء ، لان البلد انهار اقتصاديا، لان البلد اختلف سياسيا وطائفيا، لان البلد تراجع دوليا ،لان البلد على شفا افلاس ، شماتة مبارك من شعوره بالظلم وانه الرئيس الفذ ،وهذا بالطبع ليس صحيحا ،لكن هذه حال الرؤساء المصريين يجعلون من انفسهم الافذاذ الذين لامثيل لهم ،هذه حال كل رئيس يأتي الى الكرسي المشؤوم ، فمبارك وحاشيته ظنوا ان مصر لم ولن تستقر مادم هو وزمرته بعيدين عن الحكم، هذا الغرور جعله في المحاكمة يبتسم ويشير الى فلوله من الزمرة بأنه عائد لهم قريبا ،إذاً مبارك كان يضحك علي الشعب فهو ليس مريضا كما كان يدعي ، بل لعبة الكبار يلعبها لكسب قلوب الفقراء من الشعب ، كلا فإنك لم ولن تستطيع مخادعة الشعب مرة اخري،فالجميع فاق واستفاق من الغفلة ،فلك ان تشمت لاسباب كثيرة منها ان من اتوا بعدك ساروا على نهجك ولم يعيروا ادنى اهتمام للشعب ، ايضا لم يتحقق شيء مما وعدنا به، من حقك ان تشمت لان الفقراء زاد عددهم ولم يقل ، من حقك ان تشمت لان النهضة المزعومة ليست نهضة بل نكبة وهذا واضح من الكثير مما يحصل في بلدي، من حقك ان تشمت لان بطلتك في المحاكمة احدثت رعبا للكثير من المتمصلحين في البلد ، احدثت ارهابا مابعده ارهاب حتي ظن الكثير انك عائد الى ارض المعركة ،ترقبت الاسماع وسهبت العيون لما ستأتي به الاحداث الا ان القاضي ابى ان ينطق ابى ان يستعرض ابى ان يشعلها من جديد، فهنيئا لك مبارك هذه الطلة السنمائية والتي اخرجها ببراعة فريد الديب ومن معه من المحامين ، هنيئا لك ارهاب ورعب خصومك السياسيين ، هنيئا لك فريد الديب على الحنكة الزائدة في الاخراج ، هنيئا الى عودتك ايها المحلوع بدنا سليما، هنيئا للشعب المقهور والذي سيظل مقهورا الى ان يشاء الله برجل يرحم ذل واهانة هذا الشعب ، هنيئا لك كرسي الرئلسة والذي لم تجلس احدا عليك الا وفتنته على المصريين وكأن فرعون وهامان وجنودهما اوصوك بهذا...............لكن لنا الله وهو على كل شيء قدير