fiogf49gjkf0d
يا الف مليون واين همو
 
اردت ان اعنون مقالى هذا ببيت شعر لشيخنا القرضاوى ، والحقيقه ان سبب ذلك انى قد شعرت تماما بمعنى هذا البيت من الشعر وانا انظر الى الالاف من المسلمين فى الحرم المكى والحرم النبوى ، يطوفون ويسعون ويدّعون ويبكون ويتباكون، رأيت هذا بعينى وقد شُرح صدرى لهذا وتمنيت ان يزداد هذا الفعل وتلك الالاف الكثيره ، ولكنى وقتها تذكرت هذا البيت من الشعر ( يا الف مليون واين همو... إذا داعت الجراحْ ) وقلتُ نعم اين يذهب كل هؤلاء حين يُصاب الاسلام بالجراحْ ، والسؤال الاهم . ماذا قدمت كل تلك الالاف من المسلمين للاسلام ؟! بل ماذا قدمت للناس كافه ونحن نؤمن باننا خُلقنا لاعمار الارض بعد عبادة الله ، اصبحنا نقترب من المليارين فى كل بقاع الارض ولكن لا يشعر بوجودنا احد ، اصبحنا لا نُجبر الاخر على إحترامنا بحسن اخلاقنا ، ولا من صدق حديثُنا ، ولا من وفائنا بعهودنا ، ولا من عمق فهمنا بأمور الدين والدنيا ، ولا من عدلنا ، ولا من مرؤتنا ، ولا من عفونا ، ولا من اى شئ مما نؤمن به ولا نطبقه !!
 
بل اننا حتى فشلنا فى ان نجبرهم على احترامنا باعمال الدنيا ،فلم نبهرهم بعلمنا ولا بعلمائنا ولا باقتصادنا ولا بجيوشنا ولا بديمقراطيتنا ولا بوحدتننا ولا بأى شئ !! بالامس القريب كنت فى المدينه المنوره ونظرت الى ارضها وترابها وشعرت بالفخر لانى فى المدينه التى حكمت العالم يوما ما ، وكان لها ان تكون كذلك ، كيف وقد أسسها ووضع دستورها ومبادئها رسول الله ، وكان المسلمون على خطى الرسول من بعده ، لذلك حكمت العالم وابهرت العالم كله ، فقط فى عشرون عاماً تحولت من لا شئ الى عاصمة دوله تحكم الدنيا بالعدل والحب ، والعجيب ان المنهج مازال موجود ولسوف يستمر ، ولكن المشكله فى المليارين مسلم الان هو فقط بُعدنا عن هذا المنهج العظيم الا من رحم ربى وسؤالى: ألم ينظر المسلمون جميعا يوما ما الى العدد الموجود فى الحرم ؟ وكيف أنهم تجمعوا جميعا لهدف واحد ونداء واحد ؟ أذا نحن عندنا القدره بالفعل على التجمُع على هدف ، فماذا يحدث لنا بمجرد خروجنا من الحرم ؟! هل بنتحول الى اشخاص أخرى غير التى كانت؟! علينا جميعاً ان نتحد ونجتمع من اجل هذا الدين ، ومن اجل ان ينظر الينا الاخر باحترام كما كان دائماً ولمدة الف عام كامله ويزيد ، حقاً المشهد كان مهيب وكان رائعاً ويشرح الصدر ويُسعد الفؤاد ، ولكن ايضا الصدمه كانت لا تُحتمل ، والله إن الامر جد عجيب ! فانا لا اعرف امه تجتمع كما تجتمع امة الاسلام فهى تجتمع للجمعه والعيدين وعرفه ثم على مدار السنه فى الحرمين ، والى الان لم نستطيع ان نستفيد من هذا التجمع الاسبوعى والسنوى بل وشبه اليومى ، والسؤال : الى متى سيظل حالُنا هكذا ؟ لا استطيع ان اصف للقارئ إحساسى ومشاعرى حين رأيت كل هؤلاء البشر حولى وبجانبى ولكن حين بحثت عن الانتاج لم اجد شئً ، حتى تلك الدول الاسلاميه التى تقدمت وارتفع اسمُها ونحن سعداء وفخورين بهذا ولا شك ، وندعوا ونتمنى لهم المزيد والمزيد من التقدم والارتقاء ، ولكن حتى هؤلاء لا يستطيعوا ان ينسبوا هذا التقدم على انه تقدم لدوله مسلمه وان ما دفعهم لتحقيق هذا النجاح هو ايمانهم بمبادئ الاسلام ، وإنما يُقال انهم دول مدنيه وكذا وكذا ،
 
 وهنا اريد ان اذكر قصة الرجل الذى احدث حدث كان حده القتل وحين جاء امير المؤمنين لتطبيق الحد طلب ان يذهب لبعض الوقت لوصى اهله وقد كفله اخر لحين عودته ولما عاد سُئل لماذا عدت وانت تعرف انك ستموت فقال حتى لا يقال قد ذهب الوفاء ولما سُئل الكفيل لماذا كفله وكان من الممكن ان يُقتل محله قال حتى لا يُقال قد ذهبت المرؤه وعندها عفى صاحب الحق ولما سُئل لماذا عفى قال حتى لا يُقال قد ذهب العفو هذا بالضبط ما ادعوا اليه ايها الساده وهو ان يَغِير كلا منا على الاسلام بان لا يكون سببا فى ان يٌقال شئ سلبيا عنه ولذلك علينا ان نعمل ونحترم العمل والوقت والعلم ونسعى الى العدل والاخلاص ومكارم الاخلاق والصدق وهذا ليس لنا فيه خيار ،ولهذا أرتأيت ان انهى مقالى بتلك الابيات من الشعر ايضا لشيخنا القرضاوى يا امتى وجب الكفاح فدعى التشدق والصياح.... ودعى التقاعس ليس يُنصر من تقاعس واستراح بقلم/ عادل عبدالستار ..... ممرض بالطب النفسى ....17 / 2 / 2013