fiogf49gjkf0d

طيب!!!
 
حوار.. حضاري
 
يقول المثل: «الناس على دين ملوكهم»، وقد عانينا تطبيق هذا المثل ايام «المخلوع»، فكان فساد رأس السمكة ينتشر الى باقي جسمها، إلا ما رحم ربي،.. وكانت رؤية فساد «الكبار» تشجع «الصغار» على اتباع خطاهم وحذو حذوهم، الا من عرف طريق الحق، واتقى الله في نفسه واهله وبلده،.. ومنذ «الانكسار الكبير» لجهاز الشرطة في 25 يناير، وأبناؤنا وإخوتنا من رجال هذا الجهاز الذي لا قيام لدولة بدونه، يعيشون حالة ضياع البوصلة، وغياب التوجيه السليم، واستمر ذلك طوال شهور ما بعد الثورة، ولم يفطن اي وزير ممن شغلوا كرسي «العادلي» لأهمية: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، فاستمرت حالة «اللخبطة» وازدادت حدتها، جزء من الجهاز الشرطي استمر بنفس الممارسات القديمة التي تعود عليها، ولا يعرف كيف يعمل بدونها، حتى اني سمعت احدهم يدلل على «الخراب» الذي حل بالبلد بعد الثورة بمقولة: «الظابط مننا مبقاش يقدر يدي صايع في الشارع بالقلم»!!..
وكأن سيادته درس العلوم الشرطية، وتخرج لا ليطبق القانون، ولا ليفرض النظام، وإنما لـ «يدي الناس بالقلم»!!
صديقي العزيز مؤنس الزهيري، الصحا
في الكبير، أرسل حكاية بسيطة في مضمونها.. عميقة في أبعادها.. ارتأيت أن تقرأوها معي، يقول: «ركبت مع صديقي المخلص مصدر معلوماتي الذي لا يكذب ولا يتجمل «سائق التاكسي» - الذي لا اعرف اية معلومات شخصية عنه وليس هذا هو المهم – في مشوار طارئ عبرنا فيه ميدان التحرير لأجد ميدانا غير الذي كان طوال أشهر طويلة مضت.. يد النظافة والعناية والاهتمام بدأت العمل لتعيد لذلك الميدان التاريخي وجهه القديم ويظهر في شكل جديد بما يتناسب ودوره «الحاضن الجامع» لكل أطياف شعب مصر الثائر.. وبالقرب من ميدان لاظوغلي المجاور لوزارة الداخلية استوقفتنا إشارة المرور هناك لأكون شاهداً في أقل من دقيقتين – على «حوار» بين الحكومة ومواطن يفترش أرض رصيف الشارع بكميات كبيرة من مختلف أنواع البضائع.. إذ جاء ضابط برتبة عقيد وقال للمواطن نصا: «من فضلك أنت تعيق مرور المارة على الرصيف ببضاعتك وهذه مخالفة يعاقبك القانون عليها.. من فضلك أخلِ المكان فوراً».. وإذا بالمواطن يصرخ في وجهه مطالباً الضابط بتركه «يسترزق».. فما كان من الضابط إلا أن ابتسم وقال «أنا كمان ممكن أزعق زيك.. لكنني أنصحك أن تذهب لديوان المحافظة وستجد هناك حلاً لمشكلتك بالتأكيد، فما كان من الرجل إلا أن بدأ بالفعل في جمع بضاعته وإخلاء المكان بمساعدة الجنود الذين أمرهم قائدهم المهذب بذلك».
يضيف صديقي الأستاذ مؤنس الزهيري: «بقدر سعادتي لاستعادة ميدان التحرير لوجهه الذي يستحقه، إلا أن سعادتي كانت أكثر بذلك الحوار الجديد بين الحكومة التي مثلها ضابط الشرطة، وبين الشارع المصري الذي مثله البائع على الرصيف، انه نموذج للحكومة المصرية التي تتعامل بالرفق واللين والعقل والحكمة مع المواطنين أو باختصار عندما تتعامل «بما يرضي الله» مع الشارع المصري، وما يرضي الله إلا العدل والرحمة بين عباده».
انتهت حكاية صديقي مؤنس،.. واعتقد ان هذا النموذج من رجال الشرطة هو الذي ينبغي ان يراه المصريون بعد الثورة، وليس ذلك الذي أمر بتدمير أكشاك كتب النبي دانيال في الاسكندرية، ولا زميله الذي استخدم «القوة المفرطة» مع طلاب الدراسات العليا لاخلاء مبنى «جامعة النيل» التي تحولت الى لغز يسيء لسمعة مصر كلها قبل ان يسيء لسمعة رمز نحبه ونعتز بمصريته هو د. أحمد زويل – وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.