لم أكن أصدق نفسي وأنا في الباخرة أن قدماي ستطأ أرض الكنانة أخيرا لطالما حلمت بذلك منذ الصغر كانت الفرحة بادية على وجهي من دون الجميع والابتسامة لاتفارقنى وفجأة تحولت الفرحة إلى حزن والابتسامات إلى دموع عندما نودي على اسمي بالميكرفون للحضور إلى غرفة الاستقبال كاد قلبي أن يقف مالذى حدث ؟ بحثت عن زوجي يمينا ويسارا فلم أجده ! فسرعان ماتكرر النداء وماهى إلا لحظات خالت العمر كله وإلا بي أقف أمام ضابط الجوازات ليبادرني على الفور من الذي سمح لك بالقدوم إلى مصر ؟ أجبته وأنا ارتجف من هول المفاجأة على ماأعتقد أن كل اجراءاتى وأوراقي سليمة مائة في المائة فسألني من جديد من الذي منحك التأشيرة لدخول مصر ؟ أجبته والخوف بدأ يزداد مع تزايد دقات قلبي السفارة ... وقبل أن أكمل حديثي أجابني ألا تعرفين أننا لانرغب في دخولك مصر ؟ فأجبته والدموع تنهمر من عيناي بعد أن شعرت أن الأرض تتموج تحت قدماي بأي حق تمنعوني من دخولي بلد زوجي وابنائى ؟ وقبل أن يجيبنى الضابط لاحظت وجود زوجي بجانبي وبادرته وأنا شبه منهارة انظر أنهم يريدون منعي من دخول مصر ؟ وقبل أن يتفوه زوجي بكلمة وقد اكفهر وجهه غضبا بادره الضابط وقال له لو خيروك بين أن تعود مع زوجتك من حيث أتت أو تكمل الطريق إلى مصر فأيهما تختار؟ فأجابه زوجي بحنق وقال بالطبع أعود مع زوجتي فرد الضابط موجها كلامه لي وهو يبتسم شرفتي مصر يامدام .. ونورتيها كمان أجبته والدموع مازالت تنهمر من عيناي ولكن هذه المرة دموع الفرح ماذا تقول هل اننى استطيع دخول مصر ؟ قال بالتأكيد ومن قال غير ذلك ؟ قلت له أنت منذ لحظات الم تلاحظي وأنا أقولها كنت أقوم بختم جوازك الم تسمعي من قبل أن الشعب المصري صاحب نكته . أجبته وقد خالطت دموع الفرحة ابتساماتي مع حق لقد نسيت أن الشعب المصري دمه خفيف وصاحب فكاهة ولكن (مش من أولها كده) خرجت من الموقف الطريف وقدماي لا يقويان على حملي فتسندت على ذراع زوجي وانصرفنا وما هي إلا لحظات حتى أعلن عن وصول الباخرة الميناء المصري ولم يكن بوسعي من شدة الفرح سوى الإسراع إلى سطح الباخرة أنا وزوجي واولادى الصغار غير مصدقة اننى الآن أقف على ارض مصر وان هذه السماء ماهى إلا سماء مصر وان هذا الهواء المنعش ماهو إلا هواء مصر أخذت نفسا عميقا وطلبت من زوجي واولادى أن يفعلوا كذلك مثلى لنغسل وننعش رئتنا من هوائها الطيب وآنا أشير لهم وأقول بصوت عالي انظروا أنها مصر ياأولاد أنها مصر فأجابوني وبراءة الأطفال بعيونهم أين هي ياأمي ؟؟ فأجبتهم بعد أسندت برأسي على كتف زوجي وأنا انظر إليهم بسعادة والى مصر أنها في قلوبنا ياأولاد ....