fiogf49gjkf0d
هكذا كتبت في عصر الديكتاتور عنه وعن وحوش الاموال في جريدة الراي منذ اكثر من ثلاث سنوات تحت عنوان الغنياء ومملكة الفقراء ولم اخشى في مقالاتي الا الله عز وجل رغم تحذير اصدقائي بان امن الدولة المدحور سيوقفك بالمطار في مصر على هذه المقالات خصوصا التي تحدثت فيها عن النظام وظلمه لعامة الشعب ونرجو من الله الاتعود هذه الايام مرة اخرى بعد الثورة العظيمة التي ابدع فيها المصريون واليكم المقال.............
 
لم نسمع كسابق العصور ان الحاكم من الامبراطور او الامير او الملك قد اختبأ عن الناس والرعية كما في السابق... لكن هذه الايام استجدت العصور وتداولت الايام وعادت كما كانت سابقا... حيث هناك اسماك (القرش) التي انقضت على فقراء القوم ونبشت منهم اموالهم وتوارت بها عن الانظار وعاشوا في بروج مشيدّة هم وعائلاتهم ولا محاسب لهم... فكثر الفقر والدمار والخراب لدى اناس كثر من فقراء مصر الذين كدحوا وجاهدوا وقاتلوا من اجل رفع راية البلد عالية خفاقة، املا في ان يعيش ابناؤهم في رغد من العيش والحياة الكريمة التي طالما حلموا بها - هم الكبار - لكن لم يتح الفك المفترس هذه الفرص للفقراء وابنائهم... حيث اخذوا كل شيء حتى الخبز المخلوط بالرمال لم يتركوه ولم يأكلوه ايضا، بل اعطوه لحيواناتهم التي سئمت اكل ما لذ وطاب مما حرموا منه الفقراء وانباءهم... انها مملكة الاغنياء التي لم ولن يصلها المطحون ولو تمنى يوما ان يرى هذا الملكوت الغريب العجيب قبل موته... لتصدى له الملوك الذين سيطروا على مقدرات الشعب وقوت يومه... فتعجب كثيرا عندما تسمع وتقرأ عن شخص كما نقول (مدفون) ويفاجئك الاعلام بأنه صرف على الراقصة (...) والملهى (...) ملايين الجنيهات في ليلة صاخبة ماجنة، ستهوي به الى جهنم ولم يفكر يوما في هؤلاء النفر المساكين الذين كثروا في بلد يسيطر عليه الاغنياء ولا طبقة تذكر بين المملكتين... حيث ان طبقة الاغنياء يقودها - اليورو والدولار والين - اما طبقة الفقراء ومملكتهم فيقودها - السحت والشح والعناء - فلا مقارنة بين هذا وذاك... عُدنا كما كنا قديما في بداية ايام الثورة حيث سيطر الاقطاعيون على الحياة في مصر وانتشر الفساد في البر والبحر وجاء من يخلص البلد من براثن هذه الفئة التي اكلت كل شيء من الفقراء ولم ترحمهم حتى الارض التي كان الفقير يأكل منها هو وابناؤه لم يمتعوهم بها... فجاءت الثورة وقضت على كل هذا الفساد الذي استشرى في نخاع البلد وتعدلت حال الفقير حتى اصبح مالكا لكثير من الاراضي وشعر انه في بلده رغم القهر الذي عاش فيه كثيرا ورغم قلة الرزق وقلة الحيلة وقصر اليد فلم يستطع الفقير كغيره ان يطول يده مع اصحاب اليد الطولى الذين استنزفوا البلد وتركوه يغلي مع اهله ومستوطنيه الاصليين لا المرتزقة الذين لا هم لهم سوى جمع المال وكنزه ولا حياة للفقراء (هذا شعارهم) ومن العيب والمستغرب انك عندما تتطفل وتسأل شخصا عن من اين اتتك كل هذه الاموال وانت ابن فلان وعلان الذين كانوا لا يعرفون حتى الجنيه القديم، حيث انهم كانوا يحلمون (بالمليم الاحمر) الذي كان يضرب به المثل على الشح والفقر يقول لك «المغتني» اموالي واموال ابي... وهذا لان ليس هناك من يحاسب!! فانقسم الناس الى طائفتين لا ثالثة لهما، وهذا والله لهو خطر كبير على درة الشرق وصانعة الاجيال والله الستار
 
! shaban.must@yahoo.com