كم هو جميل طعم الانتصار والفوز وكم هو عظيم الاحساس بانك كبير رغم كل الاحقاد والضغائن .. فلم اكن اتوقع ان تنهار تلك المجموعة الزائفة المسماه بالمنتخب الجزائري بهذا الشكل وتلك الطريقة الدراماتيكية وكانت دموعي تنهمر ويضيع  صوتي بعد كل هدف يتم تسجيله واحسست في بعض اللحظات بانني انضممت الى حركة كفاية بسبب تكراري لكلمة كفاية حرام كفاية بعد ان تلاعب الفراعنة وتماسيح النيل بالخضراء ووضعوهم في مكانهم الذي يليق بهم وفي كل مرة اقول كفاية حرام ارجع واقول لنفسي دي مباراة لمصر مع الجزائر اقطم الكلمة واقول الله اكبر والتاني جاي الله اكبر والتالت جاي ولما تم تسجيل الهدف الثالث قلت لنفسي ايه الحكاية جدو مجبش الهدف بتاعه ليه وطبعا جدو عشان راجل طيب محبش يخيب ظني وسجل الهدف الرابع في الدقيقة الرابعة من الوقت الضائع وايضا الهدف الرابع له في الدورة في المباراة الرابعة التي لعب فيها .. ولذلك كلي امل ان يسجل جدو الهدف الخامس له في المباراة الخامسة ليكون الهدف الخامس ويحرز به لقب هداف الدورة ان شاء الله .. وبالفعل كانت الفرحة تملأ وجوه وقلوب كل المصريين في الكويت وخرج الكل الى الشوارع وهم يهتفون باسم مصر العظيمة الكبيرة التي ستظل كبيرة باسمها كبيرة بعطائها كبيرة بابنائها كبيرة بانجازاتها عبر التاريخ رغم كل الاحقاد والضغائن التي تظهر مع كل انجاز يتم تحقيقه .. ولكن تبقى هناك الكثير من الاحاسيس والمشاعر التي لا يمكن وصفها عندما تجد من يشاركك افراحك ويقف الى جانبك وترى دموع الفرح في عينيه وهو يشاركك افراحك وما اجمل تلك اللحظات .. والامر المحزن ان تجد البعض لا نقول ممن وقفت بجانبهم مصر في ظروف يعرفونها اكثر مما نعرفها ولكن نقول ممن شعرت مصر بضرورة الوقوف بجانبهم انطلاقا من كونها الكبيرة وقلب الامة العربية وهم يقللون من مشاعر النصر والانتصار الذي لا يعدو فوز في مباراة كرة قدم ولكنه يعبر عن مشاعر حقيقية ويبثون احقادهم وتظهر ضغائنهم وياليتهم جزائريون لنقول ان الوطنية والانتماء يحتم عليهم الوقوف الى جانب بلدهم ولكن هم غير ذلك ... وما اسعدني حقيقة تلك المقالة التي كتبها الكاتب الكويتي احمد الشحومي والتي نذر فيها بذبح عجل وخروفين مع كل هدف يسجله المنتخب المصري وقيامه بتنفيذ وعده وذبح عشرة خراف على اعتبار ثمانية عن الاهداف الاربعة واثنين شكرا لله اما العجول فسيتم ذبحها في مصر حسب وعده .. وعندما خرج المصريون في الكويت الى الشوارع لاحظ الجميع التعامل الراقي من السلطات الكويتية والتفاعل الكبير من الكويتيين مع افراح المصريين والمشهد الذي اسعدني كثيرا عندما وجدت مجموعة كبيرة من الشباب الكويتي يرقصون فرحا مع المصريين ابتهاجا بهذا الفوز ويعبر عن مشاعر فياضة واحاسيس جميلة .. وعندما حاول احد ضباط الشرطة والابتسامة تعلو وجهه وبطريقة اكثر من مهذبة ان يقنع بعض الشباب من المصريين افساح الطريق للسيارات حتى لا تعرقل حركة السير وتجاوب الشباب معه فوجئ الرائد الذي لا اعرف اسمه باحد الشباب المصريين وهو يردد صباح يا صباح بنردها لك في الافراح .. حقا كلمة شكر نوجهها الى سمو الامير الشيخ صباح الاحمد لتعامل ابنائه من رجال الشرطة الكويتي بهذا الرقي وهذا الاسلوب الذي يعبر عن مشاعر واخوة صادقة بين شعبين شقيقين اختلطت دمائهم مرتين الاولى في حرب 73 والثانية في حرب تحرير الكويت وخاصة وان احد المصادر المطلعة اخبرني بانه كانت هناك تعليمات وتوجيهات عليا بالا يتم افساد فرحة المصريين في حال فوزهم مرة اخرى سمو الامير الشيخ صباح بنردهالك في الافراح .

بقلم / عبد المنعم السيسي

aalsisy@hotmail.com