fiogf49gjkf0d
طيب!!!
 
عباسية.. كمان وكمان
 
مصر الآن أحوج ما تكون إلى معجزة إلهية كتلك التي عطلت فهم وسمع وبصر «المخلوع» فجاءت ردود أفعاله متأخرة بأيام خلف سقف مطالب المصريين، وانتهت بخلعه وتخليه عن السلطة.
.. ملايين المصريين يلهجون بالدعاء لله عز وجل أن يلهمنا الصبر، ويسبغ على مصر سكينته، ويصغي الجميع لصوت العقل والحكمة اللذين نفتقدهما اليوم لأبعد حدود.
.. ما يحدث لمصر وفي مصر ومن أبناء مصر اليوم هو الجنون بعينه، والذي لا نعرف إلى أين سيلقي بنا جميعا، بعد أن ظهر أن المصريين جميعا حصلوا - من نفس الجامعة التي حصل منها «المتنحي» - على دكتوراه في العند!
.. الكل يُخوِّن الكل.. والجميع يتهم الجميع، والأخطاء غير المنطقية تتوالى ممن يفترض بهم التعقل والرزانة والحكمة والمنطق، إن لم يكن بحكم الموقف الملتهب فعلى الأقل بحكم السن والعمر وخبرة السنين.
.. ما هو المستعصي على الفهم في أن ثورة 25 يناير قامت أساسا لاستعادة كرامة «المصري» التي تغولت أجهزة قمع مبارك في إهدارها، وتلذذت بإهانتها؟!
وبالتالي ما كان ينبغي أن نشاهد  - بعد 25 يناير - مشهد ضرب الشرطة لمصري بالعصي حتى الموت، ولا سحل جثة مصري وتكويمها مع جثث أخرى بجوار صندوق قمامة،.. ولا نرى ضابطا يرمي عيون مصري.. وزميله يهتف له مشجعاً «جدع يا باشا… جت في عين أمه».
وما كان ينبغي أن نرى مصرياً يداس بسيارة أمن مركزي أثناء تفريق المحتجين أمام مجلس الوزراء ليستشهد غارقاً في دمه.
.. وما هو المغلق على الاستيعاب أن شباب مصر ثاروا على نظام مبارك الذي تجاهل وجودهم، واتبع سياسة قولوا ما تريدون، وأنا أفعل ما أريد؟.. ثم نرى تكليف كمال الجنزوري برئاسة الوزراء دون أي «تشاور» مع الأحزاب السياسية أو القوى المحركة للسياسة والشارع، والنتيجة أن أصبح لدينا رئيس وزراء، «الجنزوري» المعين من المجلس العسكري دون استشارة أو توافق أو تفاهم، و«البرادعي» الذي يصر عليه ميدان التحرير، ربما على سبيل تأكيد وجود شرعية الميدان،.. وهنا يلجأ اللاعبون القدامى إلى الصورة المستهلكة.. مؤيدو المجلس الأعلى – بميدان «العباسية» الشهير، وبث الصورة التلفزيونية بزوايا فنية معينة ليبدو للعالم أن مصر انقسمت «فسطاطين» على رأي بن لادن، متساويين في القوة والتأثير و«التمثيل»، ويشكل «الجيش» حاجزاً، حتى لا تنقض جحافل «العباسية» على شراذم التحرير، فتكون المذبحة الكبرى، والفتنة العظمى،.. أو هكذا يتم تصوير الأمور!!
.. ووسط ذلك يلعب إعلاميون أدواراً مشبوهة، فيؤكد مراسل «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية.. من ميدان التحرير ان المجلس العسكري هو من دفع الى مظاهرات العباسية، وتعلن الشرطة عن ضبط 3 شباب أمريكيين ممن يدرسون في الجامعة الأمريكية ومعهم قنابل مولوتوف، ثم يفرج عنهم دون كفالة، ويتم ترحيلهم مباشرة،.. وتدعي صحافية أمريكية ان الشرطة انتهكت حرمة جسدها، فترد أخرى فرنسية بأن شباب التحرير حاولوا اغتصابها!..
.. وفي خضم كل هذا العبث تبدأ الانتخابات التاريخية المنتظرة، وسط سؤال ملح: هل هناك بالفعل إرادة سياسية لجعلها «انتخابات نزيهة».. بنتائج حقيقية؟
- ويا خفي الألطاف.. نجنا مما نخاف.. واحرس مصر وأهلها من كل شر فأنت الحكيم.. العليم.. الحارس. الرحيم.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
 
سلّم على مظاهره.. مجنونه «عباسي»
بتزوّر الفكره.. وتفكّر الناسي
إن الرايات حمره.. من حُمرة انفاسي
ونا شارب الثوره.. من عزوتي وناسي
أصل اللي خان بكره.. ما قراشي كُرّاسي
«شرف» اللي كان عبره.. وما صانش إحساسي
وكأنه راس «كوبرا».. وسُمّها في راسي
وحياة دما الفقرا.. ورصاصك القاسي
أنا ثورتي كبرى.. ووقودها من كاسي
 
مختار عيسى (يوميات يناير)