للأسف الشديد استطاع الرئيس المخلوع حسني مبارك أن يخدع الشعب المصري بمسلسل من بطولة المجلس العسكري الذي أظهر تعاطفه مع الشعب المصري الثائر كي ينال الثقة فلا يجد من يعارض تسلمه السلطة بعد تنحي مبارك الذي كان أمرا حتميا بعد الثورة وظللنا وهذا طبع الشعب المصري، نحفظ للجيش المصري وعلى رأسه المجلس العسكري حسن صنيعه وامتلأت الصحف بالمقالات التخويفية من الخروج على المجلس العسكري رغم ما كنا نراه من بطء في الإجراءات ومحاكمات عسكرية لمدنيين ومحاكمات مدنية لعسكريين من النظام السابق أساءوا لمصر وشعبها، وانتشرت كلمة لو سقط المجلس العسكري فستصبح مصر فوضى كما كان يقال لو أن مبارك ترك الحكم فستصبح مصر فوضى. كل السيناريوهات التي كانت تمر بنا في حكم مبارك وجدناها في فترة حكم المجلس العسكري ولكننا كنا نكذب أنفسنا ونقدم حسن النوايا، ولكن القدرة على التحمل والصبر لها حدود، ولو كان هناك تقدم في جانب واحد من الجوانب لهون الأمر على المصريين ولكن كل الجوانب تتجه إلى الوراء، الاقتصاد والسياحة والتعليم والصحة وكل شيء بلا استثناء. الحل في وجود مجلس رئاسي من الأمناء يقوم بتطهير الأجهزة الحكومية المختلفة من أذناب النظام السابق، فهب أنك دخلت مكانا فوجدته مملوء بالقاذورات هل تكتفي بإذالة ما أمامك فقط أم تقوم بتنظيف كامل للمكان. هذا ما تحتاج إليه مصر الآن مع التشديد على أن هذه المرحلة انتقالية فلا مطالبات فئوية إلى أن يتم انتخاب مجالس تشريعية ورئيس يديرون البلاد بشكل كامل ويبدأون البناء.