fiogf49gjkf0d
إلى عقلاء وشرفاء مصر
بقلم محمد عبد العزيز
ما أحوج مصرنا الغالية في هذه الآونة الحساسة الحرجة من تاريخها إلى أبنائها العقلاء الشرفاء لكي يذودوا عنها برجاحة عقولهم ويصونوا حاضرها ويخططوا لمستقبلها بتاريخهم المشرف . لقد استفاق أذناب النظام السابق " الفلول " وبدأوا يخططوا للانقضاض على أحلام المصريين في مستقبل آمن لوطنهم يحمل معه العيش الكريم لأبنائها بعد ثورة بيضاء سلمية جاءت من عند الله بشكل فجائي لم يتوقعه اشد المتفائلين حتى أولئك الذين خرجوا إلى الشارع في اليوم الأول ، لكنها إرادة الله – سبحانه وتعالى - في التخلص من نظام مستبد غيب العدل وكرس لدولة القهر وضرب العدالة الاجتماعية في مقتل وعاش معه المصريين تحت خط الفقر طوال ثلاثين عاما تداعت علينا فيها سائر الدول ، في وقت كان يعيش فيه رأس هذا النظام في برجه العاجي غير عابئ بأحلام الشباب التي كانت تؤد كل لحظة وحاشيته التي دأبت تصول وتجول وتنهب في خيرات مصر أعواماً عديدة .
ما أحوجنا إلى رجال أقوياء يكونوا بمثابة الرمز الذي نلتف حوله لنستطيع مقاومة أذناب النظام .
تعمد إفشاء الفوضى
وثمة ربطاً أراه منطقياً بين جلسة محاكمة مبارك التي شهدت شهادة المشير وبين أحداث الأول من أمس حيث محاولة اقتحام السفارة الإسرائيلية والاعتداء السافر على مديرية امن الجيزة والتي خلفت ما يدنو من ألف مصاب وأردت ثلاثة قتلى .
إن جر البلاد إلى حالة من الفوضى أمر متعمد من أجل إفشال المحاكمة وهو أسلوب اعتادنا عليه من حبيب العادلى ورجاله ويذكرنا بأحداث كنيسة القديسين التي اتضح أن العادلى ورجاله هم من خططوا لها .
ولعل حديث بعض وسائل الإعلام عن أشخاصا مجهولين هم من حرقوا مبنى مخزن الأدلة الجنائية التابع لوزارة الداخلية، وكذلك آخرين هم من قاموا بحرق سيارات الأمن المركزي الموجودة عند مديرية أمن الجيزة، ومحاولة حرق مبنى مديرية الأمن، وشباب دون العشرين من حاولوا اقتحام السفارة الإسرائيلية ومديرية امن الجيزة أقوى دليل على أن من يقف وراء هؤلاء هم أذناب النظام وزبانيته الساعين لتشويه صورة الثورة . ولكي يتحقق ذلك الهدف الوضيع لديهم كامل الاستعداد لدفع الغالي والنفيس والتمويل جاهز من جهات داخلية وخارجية وما أكثره . فدولة جمال مبارك لم تكن بالسهولة التي تسمح بالاستسلام من دون مقاومة ومحاولة لإعادة ترتيب الأوراق وخلط وبعثرة أوراق الثورة والوقيعة بين الجيش والشرطة من طرف والشعب من طرف أخر ، الخرق " عود " كما يقول أشقاؤنا الكويتيين وقد يتسع على الرتق ألا إذا تدخل العقلاء الشرفاء الذين نعول عليهم كثيرا في عدل الميزان لان صورة مصر الأخيرة تخل بكل موازين القوى .
مؤامرة خارجية
ما أحوجنا إلى رجال مصر الشرفاء للتصدي لمؤامرة دنيئة مدبرة بليل ، شقها الأول دولي باتفاق بين أميركا وبريطانيا وإسرائيل تنص على منح سيناء للفلسطينيين لإنهاء معاناة الإسرائيليين من مقاومة حركة حماس لها ، بالإضافة إلى إذكاء نيران الفتنة في مصر لتقسيمها إلى دولة مسيحية في الجنوب وأخرى مسلمة في الشمال ، كما فعلوا في السودان ونجحوا في تقسيمها . يريدون بذلك تحقيق العديد من المكاسب أهمها إضعاف مصر وتقزيم دورها الريادي في المنطقة لحساب ارتفاع أسهم إسرائيل وإنهاء حالة الاضطراب الداخلي التي تعانيها جراء ضغوط للتخلي عن الاراضى العربية المغتصبة للفلسطينيين ، تأهبا للتفرغ إسرائيل للتنمية وتصبح قوة اقتصادية عظمى في الشرق الأوسط .
القوى العظمى في العالم لا تريد خيرا بالمسلمين ، يكيدون لهم في كل أرجاء العالم ، والأدلة واضحة فالاحتلال الامريكى لأفغانستان والتحكم في باكستان غير بعيد . إنهم ينفذون مخططا خبيثا للانقضاض على الإسلام وإضعاف دوله ونهب خيراتها وينتقون في ذلك الدول التي تتمتع بثراء مثل احتلالهم للعراق ثم السودان وأخيرا ليبيا وكلها دول عربية إسلامية نفطية دخلتها القوى العظمى لأسباب مختلفة أعقاب أزمات داخلية هي من تسببت بشكل غير مباشر في وجودها . وجاء الدور على مصرنا بعد أن أفزعتهم ثورتها البيضاء الناجمة عن قوة إرادة شعبها وعزيمتهم الفولاذية نحو مستقبل أفضل بعد عقود من المعاناة ، بدئوا يستخدمون عناصرهم التي تدين بالولاء لمصالحهم الذاتية ، ولا تعنيهم مصلحة الوطن العليا أو مستقبل أبناءهم ، بدئوا يستخدمون أذناب النظام السابق الذين رضعوا لغة المصالح والانا مالية ، وتنحية ضمائرهم جانبا طوال سنوات على أعتاب مقرات الحزب الحاكم الذي جثم على صدور المصريين سنوات عجاف ذاقوا فيها كل صنوف الظلم .
فليخسأ المتمصلحون
وفى الأخير لابد لرجال مصر العقلاء الشرفاء أن يستفيقوا ويبذلوا كل الجهد لفضح المؤامرة الخبيثة التي حيكت لمصر من الخارج ومن الداخل للنيل منها وإضعافها. إن أذناب النظام يحاولون إشاعة الفوضى في كل ربوع مصر من اجل ترديد جملة " أدى الثورة شوفوا عملت في مصر إيه !! " لا لن نردد هذه الجملة أيها المتمصلحون ، لن ننساق خلف مؤامراتكم غير الشريفة مستسلمين لمخططاتكم ، وستعود مصر أمنة قوية بسواعد أبنائها العقلاء الشرفاء الذين يدينون بالولاء لوطنهم قبل حبهم لمصالحهم الشخصية وقبل ولائهم وحبهم لأفراد بأعينهم .
- تحية تقدير لحزب الوفد والإخوان المسلمين وجماعة السلف لرفضهم المشاركة في الجمعة الماضية التي كنيت " بتعديل المسار " وكادت أن تتحول إلى انحراف المسار لولا قدرة الله - جلا علاه – التي جعلت كيد أذناب النظام في نحره ، وفاتت عليهم الفرصة لإشاعة الفوضى من خلال تظاهرة جمعة المسار.
- نهيب بإخواننا الأطباء والمحامون والمعلمون والمحاسبون والمهنيون والممرضون وكل ذي صلة بمستحقات مالية أن يهدئوا جميعا ويستمروا في أعمالهم بعد أن وصلت رسائلهم إلى السلطة الحاكمة بتدني ظروفهم المعيشية ، كفانا اعتصامات وتظاهرات حتى تسير العجلة للأمام ولا نمنح الفرصة للأذناب أن يندسوا بيننا ليحققوا مآربهم الخبيثة .